مقدمة النشرة المسائية 21-05-2015
في لحظةٍ خَتمت فيها لَجنةُ مفقودي الحرب يومَ حداد الأربِعينَ على أربعينَ سنةَ خطف فُتح الجرحُ مِن تدمُر وبشائعةٍ لم تدُم ساعات استُرجعت الذاكرةُ ووجوهُ الأحبِّة ومصيرُ مَن غابوا وتراكَمتِ الأسئلةُ عن مساجينَ أمضَوا خمساً وثلاثينَ سنةً بين آثارِ النظام وعن صَمتِ السُّلُطاتِ السوريةِ إذا ما كانت فعلاً تَحتجزُ معتقلينَ لبنانيين لكنَّ كلَّ هذه الأسئلةِ تلاشَت في ضربةِ خبرٍ ليُشاعَ بعدَها أنّ سوريا نقلت كلَّ سجناءِ تدمر قبلَ اقتحامِ داعش فانضمّوا إلى الآثارِ والهياكلِ التاريخية سرابُ تدمر في مِلفِ المفقودين انتهى في تغريدةٍ لداعش واستَكمل التنظيمُ رحلتَه نحوَ تحصيلِ دُفعةٍ جديدةٍ مِن المغانم في مدينةٍ متعاقدةٍ معَ التاريخ وبانضمامِ تدمُر إلى الدولةِ الإسلامية يصبحُ تنظيمُ داعش على مِساحةِ نِصفِ سوريا مُطلاً جغرافياً مِن سوريا على العراق الذي يُثبّثُ فيهِ الأقدامَ العسكريةَ يوماً تلوَ آخرَ بعدَ قبضِه على الرّمادي كلُّ ذلك برعايةِ مواقفَ أميركيةٍ رماديةِ الحسم وآخرُها إعلانُ باراك أوباما أنه لا يعتقدُ أنّ واشنطن ستخسرُ المعركة لكنّ اتكالَه سيكونُ على العشائرِ السُّنيةِ في العراق التي طالبها بدورٍ أكبرَ في القتال باعتبارِ أنّ اثنتينِ وستين دولةً من العالمِ تحالفت لضربِ داعش وانهزمت وأنّ على العشائرِ ردَّ الثأر وقبل تصريحاتِ أوباما كانت الادراةُ الاميركيةً قد أعطت الضوءَ الأخضرَ لمشاركةِ الحشدِ الشعبيِّ في معركةِ الرمادي وهو الحشدُ الذي تدعمُه إيرانُ ويُعَدُّ نظيرَ حِزبِ الله في لبنان والجهةَ الوحيدةَ العسكريةَ التي حقّقت نتائحَ ميدانيةً على الأرض بخلاف التحالفات الضاربةِ في السماء العالمُ الغربيُّ يصفّقُ للحشدِ الشعبيِّ وحِزبِ الله على السواء والرئيسُ سعد الحريري يرفُضُ مِن جبهتِه على التويتر أيَّ دورٍ للحزب ويسألُ مَن فوٌض اليهم استباحةَ الحدودِ بالسلاح والمسلحين واستدعاءِ الإرهاب إلى الأراضي اللبنانية مشيرًا إلى أنّ "كلّ المحاولاتِ لزجِّ الجيش في معاركَ يحدّدُ زمانَها ومكانَها حزبُ الله لن تَمُرّ، ولن نسكُت عنها" موقفٌ سيمنحُ المسلحين تأشيرةَ دخولٍ سياسيةً للتغلغلِ أكثرَ في عرسال التي باتوا فيها آمِرِين وتلك معركةٌ ستُفرضُ يوماً على الجيشِ والحزبِ معاً حتى لا يصلَ الإرهابُ إلى قلعةِ بَعْلبك ويدخلوها بسهولةِ اقتحامِ تدمر الحريري على تويتر ومستشارُه مغرّداً في لاهاي عن أيامِ الرئيسِ الشهيد والزمنِ السوريِّ الذي ولاه على لبنانَ حاكماً بتنازلٍ عن شروطِ السيادة وشهادة هاني حمود عن حدودٍ رسمها السوريُّ للحريري من زياراتِ المناطقِ وصولاً إلى عَمارةِ المساجدِ لم تكُن سِوى اتفاقٍ كاملِ الترتيبِ وقّعه رئيسُ الحكومةِ معَ الجانبِ السوريّ فعندما وصل الحريري إلى الحكم كان يحمِلُ دفترَ الشروطِ هذا ووافقَ عليه بإرادتِه فهم منحوه سلطةً فخريةً مسلوبةَ القرار وقالوا له أُحكُم بهذه الشروط ولك غازي ثُمّ رستم لمراقبةِ المسار وأيُّ كلامٍ بخلافِ ذلك هو تجنٍ على المرحوم رستم غزالة صاحبِ الأيادي الشَّيطانية.