وعدُ الأسبوعِ الذي أَلزمَ الحريري نفسَه به يبدأُ العدَّ التنازليّ والباقي أربعةُ أيامٍ على ذمة التحقيق إما تأليف وإما انتقالٌ إلى السرايا للتصريف وليس بينِ الخِيارات أيُّ نيةٍ بالاعتكاف وعدمِ مزاولةِ المِهنة. وفي الساعاتِ الماضية انتَقلت حُمّى التشاورِ إلى باريس وسَرّبت مصادرُ التيار أنَّ الوزير جبران باسيل هو في لقاءاتٍ متواصلةٍ معَ الرئيسِ الحريري في العاصمةِ الفرنسية وأنّ خطوطَه مفتوحةٌ للتوصّلِ إلى حلٍّ على قاعدة عدالةِ التمثيل والتنازلاتِ المتبادلة وقالت إنَّ الأفكارَ الخمس لا تزالُ قيدَ النقاش لاعتمادِ إحداها. وممّا لفَت في مصادرِ التيار أنّ الوزير باسيل عاد ورمى الكرةَ في ملعبِ الرئيسِ المكلّف من خلال الكلام عن انتظار ٍلأجوبةِ الحريري الذي لم ينتهِ كلياً من موضوعِ الحقائب وقالت إنّ رئيسَ التيار لن يبقى ساكتَا وصابرًا بعدَ كلِّ ما تحمّله من أجلِ تسهيلِ التأليف. إنما للصبر حدود فالمعاناةُ التي يُظهّرُها رئيسُ التيارِ للبنانينين إنما هي معاناةٌ يسبّبُها جبران باسيل نفسُه عَبرَ تمسّكِه بالأحدَ عَشَرَ وزيرًا وتقولُ المعلوماتُ إنّ مشاوراتِ باريس أكّدت بقاءَ هذا الشرط ومشاوراتُ التأليف سواء في لبنان أم في فرنسا غيرُ قابلةٍ للتغييرِ في شروطِها ورفعِ سقفِ طموحاتِها وآخر هذه اللقاءات عُقد بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية في باريس ذاتَ السبت بالسُّتراتِ الصُّفر وصودف أنّ السبتَ الأسودَ هو الرقْمُ الحادي عشَرَ على التوالي
اللقاءُ في فرنسا والمعلوماتُ مِن لبنان إذ أكّد النائب جورج عدوان للجديد أنَّ مِن غيرِ الوارد أنْ يطلُبَ الحريري التنازلَ مِن القوات وقال : ما حدا الو عين يطلب شي من القوات بقى لأنها قدّمت كلَّ ما لديها .
على أنَّ باريس كما بيروت فالحلولُ لا تصنعُها المدُن بل مدى استعدادِ الأطرافِ للتنازل وهو ما لا يبدو أنّه متوافرٌ إلى الساعة وحتى وإن أبدى الرئيس سعد الحريري استعدادَه للتضحية بوزيرٍ للتشاوري وبقيَ التيارُ مُصرًا على الثلُثِ المُعطلِ فإنَّ حكومة ًبأحدَ عَشَرَ وزيرًا لن يُكتبَ لها العُمر المديد وقدرتَها على الحياة لن تتجاوزَ العامَ الواحدَ قبلَ أن " تطلع روحها " سياسيًا وتُعلنَ الانكفاءَ مِن دونِ أن تضطلعَ بدورِ انتخابِ رئيسٍ للجُمهورية . والعابُ سفرِ التأليفِ بينَ العواصم ستعودُ في النهايةِ إلى لبنان فهنا : إما وزارةُ الثلاث عشَرات وإما التصرّيفُ الى ماشاء " حزبُ الله " الذي يُطِلُّ أمينُه العامّ هذا المساء ليحدّدَ المسارات .