إذا كان أملُ
لبنان بصيفه ونسائم مهرجاناتِه فإن المطاوعة الدينية ضربت عزَ الصيف.. وحرفّت مدينةَ الحرف عن انفتاحها. وبعد ترهيبِ مشروعِ ليلى انسحبت فرقةُ within temptation الهولندية تضامناً مع حرية التعبير ما دفع بلجنةِ مهرجاناتِ جبيل الى تسطير بيانٍ أقرب الى طلبِ النجدة مذيلةً بيانَها بعبارة لن "نسكت". لكن اللجنةَ نفسَها سبق لها وأن سَكتت لا بل مَنحت التشددَ فرصةَ تبريرِ قرارِه عندما رَبطت حفلَ مشروعِ ليلى بإراقة الدماء وخَضعت للسلطاتِ الدينية والسياسية وأقدمت على الإلغاء .. وكان بمقدروها إعلانُ العصيانِ على
الهيكل وإقامة الحفل لأنها أمام مشروعٍ موسيقي ولن يتحولَ بأيةِ حال إلى مشروعٍ شيطاني. والشيطانُ يكمنُ في التفاصيل السياسية والامنية والادارية حيث لا تزال الملفاتُ محبوسة ً ومعلقةً على الصلاحياتِ من جهة ومدفونةً في قبر شمون من جهةٍ اخرى فيما الدولة ممسوحة بقراراتٍ وزاريةٍ تبيع وتشتري من تحتِ طاولةِ
مجلس الوزراء وفوقِها
ومبنى تاتش شكلَ عنوانَ الرذيلةِ الاول الذي تناوب عليه الثنائي الجراح- شقير ونفض وزيرُ المال
علي حسن خليل يدَه المالية على اعتبار ان
وزارة الاتصالات مملكة مستقلة.. تَصرِفُ على هواها من دون إذنِ مجلسِ الوزراء وبلا مرورٍ في الخزينة وخلافاً لاي مناقصة وبملبغٍ سيفوق المئةَ مليون
دولار مع المصاريف التشغيلية. وبعد ان انقطعت الاتصالاتُ مع وزير الاتصالات وغاب عن السمع لاكثر من يومين ظهر بيانٌ موقعٌ باسم مكتبه يعلن فيه عن تغريدة تُعيدُ تَكرارَ التوبيخ للنائب
جميل السيد متوجها اليه بالقول: من شَبَّ على تركيب الملفات شاب عليه
لم يوفر شقير قدحاً الا وذمَه بالسيد من عبارةِ الوقح والكاذب صعوداً.. لكنه لم يُدل مرة ً واحدة بتفاصيل مالية وتقنيه دفعته الى هذا الانجاز العظيم لدى شرائه مبنى ً في اغلى بقعةٍ لبنانية . قد يكون شقير على حق عندما وصف السيد بالوقح لان نائبَ
البقاع لم يكن جميلا .. واستخدم عباراتٍ مستخرجة من حجم الصفقة الاوقح..
لكن في المقابل فلن يزايد احدٌ على شهرة محمد شقير بالخدع المتتالية من الاتصالات الى النفايات فالهيئات .. وهو في بيانه
اليوم وعد بمؤتمر صحفي لن يعقده غدا او بعده بل ضرب للبنانينن موعدا يوم الجمعة المقبل
ما يعني انه سيترك الجدل قائما اسبوعا اخر .. حتى يُنهي وزيرُ الاتصات اجازتَه والتقاطَه الصور التاريخية مع شخصياتٍ " ملحقة " بركبِ فساد الاتصالات وسبق وان استفادت من الخدمة. وفيما اندلعت حرب الرشقات التويترية بين شقير وجميل السيد في ساعات المساء ظل البارز هو نأي وزير المال بنفسه عن مالية الدولة وعن مشروعٍ بحجم صفقةٍ مشبوهة ..
وارتأى علي
حسن خليل الرد على الجديد متجنبّا ً لسان النائب السيد الذي اعطيناه الالوية في كشف هذه الفضحية.
وتجنب خليل كذلك تصريح صاحب المبنى نبيل كرم الذي كان اجرأ من كل الدولة وكشف ان شقير سبق واستحصل على اذن وزير المال ورئيس الحكومة لشراء العمارة الخرافية.
فمن من الوزراء يكذب اكثر .. كلهم شطّار في مجال التضليل .. والسباق على اشده شقير ينافس خليل .. ووزير المال ينفض يديه .. والجراح سبق الجميع الى الصفقة باحرفها الاولى .. اما القضاء فيتفرج على مجموعة مارقة .. فلا نيابة عامة مالية تحركت ولا مناوبين اخذوا علما وخبر وسارحة ورب الدولة غير راعيها.