مقدمة النشرة المسائية 28-09-2021
ضجر ابراهيم حرب من انتظار العدالة نام جريحا أربعمئة وعشرين نهارا إلى أن قضى متأثرا بجراحنا وفوضانا وحصانات غلبت القضاء وصنعت أقدارا للشهداء شيع آخر شهداء المرفأ من مسجد بيضون الأشرفية ووري في ثرى مدافن الباشورة في قلب بيروت التي احترق فيها مئتان وسبعة عشر شهيدا والآف الجرحى ودمرت بيوتها في أقوى عصف على مر التاريخ وأهل بيروت الذين كان يمثلهم النائب نهاد المشنوق في صناديق الاقتراع لم يتغيروا من سجلات النفوس ولوائح الشطب لكن من تغير هو نائب المدينة الذي يؤسس اليوم لدمار في القضاء وتطيير القاضي طارق البيطار وتمكن نائب الزيدانية من تعطيل العمل القضائي في انتظار قرار محكمة الاستئناف الجزائية لكن معطلي التحقيقات والمتسببين بعرقلة سير العدالة من نواب ورؤساء ووزراء بماذا يشعرون وهم يشاهدون موكب تشييع ابراهيم حرب اليوم؟ وهل لهم قلوب كسائر البشر تتلقف صرخات ذوي الشهداء؟ على الأرجح أنا أمام قلوب سياسية ميتة فمن سلب المال العام ودمر الاقتصاد وتقاسم غنائم الدولة إداريا ووزاريا لم يستح بأفعاله ولن يصاب اليوم بداء الحياء وطفرة الشعور بالذنب لأن فاقد الشيء لا يعطيه قلة حياء وكثرة مراسيم استثنائية ظهرت وبانت اليوم في جدول مفصل لتعرض غدا على جلسة مجلس الوزراء في بعبدا فحكومة حسان دياب التي اتبعت طريق القداسة في رفضها عقد جلسات للمجلس حتى لا تخرق القانون منحت خمسمئة وواحدة وستين موافقة استثنائية على قرارات يمكن تفاديها أو الإبقاء على الضروري منها. بحر من الموافقات يتنقل بين تجديد الترخيص للكسارات في عز الجوائح المحلية وصرف أموال على أربعة وعشرين مستشارا لوزير المال في بلد ماله منهوب وهناك سلفات الهيئة العليا للاغاثة وفتح اعتمادات هائلة في بنود الموزازنة لمصلحة رئاسة الجمهورية وعمليات الصرف هذه في حكومة تصريف الأعمال كان بعضها يتخذ على طاولة المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية الشريك في عمليات الإصدار وغدا يدخل الشريك المضارب الرئيس نجيب ميقاتي حيث ستجري الموافقة بتوقيع حكومته لكن من دون أن يشتكي أو يتفوه بعبارة " بكرا النق " التي أوردها اليوم مع الشريك الرابع في عين التينة وقد أطلع ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري على أجواء خريطة الطريق الاصلاحية التي وضعت على طاولة الإليزيه في أثناء لقائه ماكرون وما أعقب لقاء عين التينة كان كلام مسؤول في الإليزيه الذي كشف أن الرئيس الفرنسي سيتواصل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قريبا للتباحث في قضايا المنطقة وبينها ملف لبنان .