آخرُ ايامِ شهرِ شعبان تختلطُ نيرانُها برمضان / وتُقبل ُ غزةُ على زمن المجاعة التي توثِّقُها كلُّ المنظماتِ الاممية العاملة في مجالات الغذاء /./ فغزة" ميّتة من الجوع" بعدما قتلتها اسرائيل بالنار والحصار واغلاقِ مَعبر رفح نافذةِ السكان الوحيدةِ على العالم /./ وتحاصر تل ابيب ايضاً ايَّ قرارٍ للهُدنة واتمامِ صفْقةِ التبادل/ وتُبقي على مطالبِ حماس قيد َ المراوغة / وبعدما سُدت طرقُ الصفقة بتفاوض القاهرة/ وَزعتِ الولايات المتحدة مشروعَ قرارٍ جديداً لمجلس الأمن الدولي يدعم وقفَ إطلاق النار الفوري لمدة ستة أسابيعَ تقريبًا /معَ إطلاقِ سراح جميع الرهائن بمجرد موافقةِ الأطراف وَفق مصدرٍ دبلوماسي بالأمم المتحدة لشبكة CNN .واندفعت واشنطن الى هذا القرار بعد خلافاتٍ كالمسرحيات بينها وبين رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو/ إذ لا يمكنُ لعاقل ان يستوعبَ عجزَ اميركا والاردن ومِصر عن فتح مَعبرٍ كرفح/ او الضغطِ على اسرائيل حليفةِ هذه الدولِ الثلاث / لجعلِ الغزيين يتنفسون بالماء والدواء والطحين/ فكيف لنشامى الاردن واميركا ان يلجأوا الى رمْيِ فُتاتِ المساعدات جواً .. وهم القادرون على تغييرٍ من الارض الى السماء /./ ومعَ انزالِها المساعداتِ جواً / فإنَّ واشنطن لم تتخلَّ عن دعم اسرائيل بالسلاح/ اذ طلب بيني غانتس عضوُ مجلس الحرب الإسرائيلي الذي يزور العاصمةَ الاميركية/ زيادةَ هذه المساعدات خلال لقائه نائبةَ الرئيس كامالا هاريس ومستشارَ الأمنِ القومي الأميركي جيك سوليفان/ وابدت هاريس موافقتَها على زيادة التسلح لاسرائيل لكنها اشترطت تسهيلَ ادخالِ المساعدات الى غزة/ والترجمةُ الحَرفية لهذا الموقف : أَطعِموهم قبل ان تقتلوهم /./ تلك هي المعاينةُ السياسيةُ للادارة الاميركية التي تسيرُ وَفق تطورِ الصناديق الانتخابية ومدى اقتراب دونالد ترامب من هزِّ عرشِ جو بايدن / لاسيما بعد فوزِ الرئيس السابق باربعَ عشْرةَ ولايةً في السباق نحو البيت الابيض وهزيمتِه لسيدة الكعب العالي نيكي هايلي /./ ومن آذار الى تِشرين الثاني نوفمبر ستستمرُّ الانتخاباتُ التمهيدية بالتفاعل في الولايات المتحدة ليحصُدَ العالمُ في العام التالي رئيساً من بين سيئَينِ اثنين/./ ولا تنعكس هذه الاجواءُ بايِّ قياس او تشبيه على لبنان المتلقِّي للصدمات.. والذي لا يأتَمِنُ على تمريرِ اجراء انتخاباتٍ بلدية في موعدِها بعد شهرين/ واقصى تعاملاتِه الاجتماعية تتراوح بين الطحين المسرطن والرز المعفن والطوابعِ المفقودة . بلد بلا طابع .. لكنه بأطباعٍ سياسية مختلفة تلتصقُ على الكراسي .. وتُبقي على كرسيِّ الرئاسةِ الاولى فارغا . وهذا العِناد .. أبرز َالرئيس نجيب ميقاتي مِثلَهُ في حوارِه مع الجديد، واطلقَ مواقفَ تصلُحُ لمرحلةِ التحدي تحت معادلة : انتخِبوا رئيسا " حتى حل عنكن". ولا تؤشرُ مواقفُ القوى السياسية الى انَّ نجيب ميقاتي سوف يحل عنهم .. اذ دخلتِ الرئاسةُ في عُنُق زجاجات الحرب، واختلط الترسيمُ البري بالرسم التشبيهي للرئيس .