عام ٢٠٢٠ ... عام الكوارث والتّاريخ في كرة القدم

عام ٢٠٢٠ ... عام الكوارث والتّاريخ في كرة القدم
A-
A+
2020-12-31 | 10:48
عام ٢٠٢٠ ... عام الكوارث والتّاريخ في كرة القدم
كتبت ريتا الصيّاح
كان العام ٢٠٢٠ استثنائياً على الأصعدة كافّة، فانتشار فيروس كورونا هو الحدث الأبرز.
ألقى الفيروس بظلاله على جوانب الحياة كافّة، وكانت الرّياضة من أكثر القطاعات تأثّراً بهذه الجائحة بسبب الإجراءات التّي تبعتها.
كرة القدم، اللّعبة الأكثر شعبيّة في العالم، عانت كثيرا خلال هذا العام، فعلى الصّعيد المادي، مُنيت العديد من الأندية بخسائر كبيرة، إذ توقّفت المنافسات والبطولات لأشهر عدّة، وتأجّلت بطولة يورو ٢٠٢٠، وحُسمت بعض الألقاب في منتصف الموسم، وحتّى بعد عودة المباريات بقيت الجماهير غائبة عن الملاعب، كما فقدت هذه الرّياضة العديد من الأساطير واللّاعبين.
وإليكم أبرز الأحداث الاستثنائيّة والتّاريخيّة الكرويّة التّي حصلت خلال العام المنصرم: 

توقّف المباريات في أوروبا والعالم
بعد أن اجتاح فيروس كورونا المدن الإيطاليّة بشكل كبير في شهر شباط، تعذّر لعب بعض مباريات كرة القدم في إقليمي لومبارديا وفينيتو، فتأجّلت العديد من المواجهات، في دوري الدرجة الأولى كما في باقي الدرجات وحتّى بعض مباريات فرق الهواة، ولعبت بعض المباريات في أقاليم أخرى خلف أبوابٍ مغلقة، وتبع الاتحاد الايطالي في اجراءاته هذه مختلف الاتحادات الأوروبيّة، الواحد تلو الآخر.
واستمرّ التّخبّط في قرارات الاتحادات، بين تأجيل مباريات ولعب أخرى خلف أبواب مغلقة، ومنع المصافحة بين اللّاعبين والإداريّين قبل صافرة البداية.
في آذار، اتخذت أغلب الاتحادات الكرويّة وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، قرارا بلعب جميع المباريات خلف أبواب مغلقة، وبدأ الحديث عن تأجيل أو الغاء البطولات.
وحتّى منتصف شهر آذار، كان قد اتخذ قرارٌ بتأجيل أغلب مباريات كرة القدم في أوروبا والعالم، والغاء المباريات الوديّة التّي كانت مقرّرة، خاصّة بعد تسجيل عدّدة حالات إيجابيّة للإصابة بفيروس كورونا بين لاعبي ومدرّبي وإداريّي العديد من النّوادي كيوفنتوس وفيورونتينا وفالنسيا وأرسنال وغيرها.
بعدها في فرنسا، أُلغي الدّوري بشكل نهائي، وتُوّج المتّصدر باريس سان جيرمان باللّقب، وفي هولندا انتهى الموسم من دون الاعلان عن أي بطل، أمّا باقي الدّوريات الأوروبيّة الكبرى فاستُكملت تدريجيا  بدءاً بالدّوري الألماني الذّي استؤنفت مبارياته في ١٦ أيّار. 

تأجيل بطولة أوروبا (يورو ٢٠٢٠)
الصّفعة الثّانية التّي تلقّتها كرة القدم أتت يوم ١٧ آذار، حين قرّر الإتّحاد الأوروبي تأجيل بطولة اليورو إلى العام المقبل (2021)، والبطولة التّي كان من المقدّر أن تكون تاريخيّة وانتظرها الأوروبيون على أحرّ من الجمر كونها ستُلعب في ١٢ مدينة في بلدان مختلفة، تأجّلت حتّى صيف العام الآتي (٢٠٢١)، وأبقت على اسمها يورو ٢٠٢٠. 

حالات وفاة بفيروس كورونا
لم يكتفِ كورونا بتأجيل المباريات والبطولات الكرويّة أو الغائها، بل إنّه تسبّب بحالات وفاة في الجسم الرياضي، وكان البوليفي ديبرت فرانز رومان جوزمان (٢٥ عاما)، لاعب نادي (Universitario del Beni)،  أوّل لاعب رحل عن عالمنا بسبب الإصابة بالفيروس بعد أن سبقه قبله والده رئيس النّادي السّابق وعمّه المدرّب.
رئيس ريال مدريد السّابق ومالك نادي ملقة لورينزو سانز توفّي بعد إصابته بالفيروس هو الآخر، وكذلك فرانسيسكو غارسيا، المدرّب الإسباني الشّاب البالغ من العمر ٢١ عاما كان ضحيّة للفيروس المستجدّ الذي استمرّ بحصد الأرواح وذهب ضحيّته حتّى اللّحظة العديد من الرّياضيين السّابقين والحاليّين.

لأوّل مرّة: نهائي بدون جمهور
ابتداء من منتصف شهر أيّار، عاد اللّاعبون إلى ملاعب كرة القدم في أوروبا، واستُؤنفت الدّوريات المحليّة، كما دوري الأبطال والكأس الأوروبيين، لكن من دون الجماهير التّي بقيت تتابع من خلف الشّاشات.
دوري الأبطال كان استثنائيا، إذ لُعبت جميع مبارياته المتبقيّة في لشبونة وبنظام المباراة الواحدة، والمباراة النّهائية التّي فاز بها بايرن ميونخ الألماني على باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف يتيم كانت أوّل نهائي في تاريخ البطولة يُلعب من دون جمهور، ليُتوّج رجال هانسي فليك باللّقب أمام مدرّجات ملعب النّور الخالية. 

وأخيراً!! ليفربول بطلًا للدّوري
بعد غيابه لثلاثين عاما، نجح نادي ليفربول بالعودة إلى منصّة التّتويج بالدّوري المحلّي بقيادة مدرّبه الألماني يورغن كلوب، وهو اللقب رقم ١٩ على مستوى الدّوري الأوّل في انجلترا، لكنّه الأوّل له في "الدّوري الممتاز" إذ أنّ لقبه السّابق كان قد حقّقه قبل اعتماد التّسمية الجديدة. 

أرقام قياسيّة تتحطّم
شهد العام ٢٠٢٠ تحطيم وتسجيل العديد من الأرقام القياسيّة، ففي إيطاليا، سجّل لاعب ميلان رافاييل لياو أسرع هدف في تاريخ دوري الدّرجة الأولى والدّوريات الأوروبيّة الخمس الكبرى وبلغ (٦.٨ ثواني) بعد اطلاق صافرة البداية.
وفي ألمانيا، دخل لاعب بروسيا دورتموند، يوسوفا مكوكو التّاريخ كأصغر لاعب يسجّل هدفه الأوّل في الدّوري الألماني (١٦ سنة و٢٨ يوم).
وفي إنجلترا، سجّل ليفربول العائد إلى القمّة أرقاماً قياسيّة وعادل أخرى، فالريدز حسموا اللّقب قبل نهاية الدّوري بسبع مباريات، كأسرع لقب يُحسم في تاريخ الدّوري الممتاز، كما سجّل النّادي رقم قياسي آخر حين حقّق ٢٤ فوزاً متتالياً على أرضه، وعادل رقم مانشستر سيتي في الانتصارات المتتاليّة داخل وخارج الدّيار (١٨)، كما عادل رقم السيتي أيضاً بتحقيقه ٣٢ انتصاراً في الدّوري المحلّي في موسم واحد.
أما في إسبانيا، فميسي كان العنوان، بعد أن نجح لاعب برشلونة بتسجيل هدفه الرقم ٦٤٤ بقميص النّادي الكتالوني، محطّماً رقم الملك بيليه الذّي حقّقه مع نادي سانتوس (٦٤٣ هدفًا)، كما سجل رقماً قياسياً آخر باسمه حين حقّق ٥٠٠ فوز في الدّوري الإسباني، كأوّل لاعب يصل لهذا الرّقم، كما شارك ميسي في تسجيل أكثر من ألف هدف بين تمريرات حاسمة وأهداف وغدا اللّاعب الذّي يسجّل ضدّ أكبر عدد من الخصوم في دوري الأبطال، إذ سكنت أهدافه شباك ٣٦ نادٍ من ١٦ دولة، مقابلة ٣٣ نادٍ لكريستيانو رونالدو.
رونالدو هو الآخر حقّق أرقاماً قياسيّة، حين غدا أوّل لاعب في التّاريخ يسجّل أكثر من ٥٠ هدفاً في ثلاث دوريّات أوروبيّة كبرى (مع مانشستر يونايتد في انجلترا وريال مدريد في إسبانيا ويوفنتوس في إيطاليا)، كما أنّه أسرع من سجّل ٥٠ هدفاً في ايطاليا، إذ احتاج إلى ٦١ مباراة فقط لتحقيق هذا الرّقم، أضف إلى ذلك أنّه أصبح أوّل لاعب برتغالي يسجّل هاتريك في دوري الدّرجة الأولى الإيطالي بعد أهدافه الثّلاث في مرمى كالياري. 

قطر تصرّ على تسجيل اسمها في تاريخ كرة القدم
في ١٨ كانون الأوّل، وقبل عامين كاملين من نهائي كأس العالم ٢٠٢٢ وفي اليوم الوطني، كانت دولة قطر العربيّة تعلن للعالم وبحضور رئيس الإتحاد الدّولي لكرة القدم، عن رابع ملاعب البطولة، وهو ملعب الرّيّان الذي كان مسرح نهائي كأس أمير قطر الذّي تُوّج بلقبه نادي السّدّ بقيادة مدربه تشافي بعد الفوز على النّادي العربي بهدفين لهدف. 
لكن أبرز ما حصل في تلك المباراة كان حضور عشرين ألف مشجّع إلى الملعب الذّي يتّسع لأربعين ألفاً، وذلك بعد أن قرّرت دولة قطر تنظيم حدث تاريخي ففرضت اجراءات مشدّدة وأخضعت من يرغب بحضور المباراة لفحص الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا ووزّعت الجماهير في المدرجات مع احترام مبدأ التّباعد الاجتماعي، فكان حدثاً مميّزاً أشاد به رئيس الاتحاد الدولي انفانتينو وتحدّثت عنه الصّحف العالميّة. 

رحل مارادونا... وبقيت الأسطورة
على الرغم من كلّ الكوارث التّي ضربت كرة القدم هذا العام، إذ فقدت هذه الرّياضة العديد من اللّاعبين ومنهم النّجم اللّبناني محمّد عطوي الذّي غادرنا بعد أن أصابته رصاصة طائشة، قد تكون وفاة مارادونا المفاجئة هي أصعب لحظة مرّت على عشّاق كرة القدم في ٢٠٢٠.
فالأسطورة البالغ من العمر ٦٠ عامًا توفّي بشكل مفاجئ بعد تعرّضه لذبحة قلبيّة ليترك عالم الكرة في حالة صدمة، ولتكثر الأقاويل وتبدأ تحقيقات رسميّة حول السّبب الحقيقي للوفاة بعد حديث عن تقصير طبّي ومحاولة انتحار وحالة اكتئاب عانى منها اللّاعب. 

هذه أبرز أحداث العام ٢٠٢٠ على ساحة كرة القدم الأوروبيّة، ولكن لو أردنا الكتابة عن كلّ ما حصل لأضفنا الكثير والكثير بعد، فمطالبة ميسي بالرحيل عن برشلونة أمر ما زال يشغل مشجعي النّادي وخصومه أيضاً، وخسارة برشلونة بثمانية أهداف لهدفين أمام بايرن ميونخ في دوري الأبطال ليس بالحدث العادي، كما شهد هذا العام الغاء جائزة الكرة الذّهبيّة واختيار أفضل فريق عوضا عن أفضل لاعبٍ. 
فما الذّي سيحمله العام الجديد لعشّاق كرة القدم حول العالم؟
 
عام ٢٠٢٠ ... عام الكوارث والتّاريخ في كرة القدم
اخترنا لك
كأس العرب: المغرب بطلاً للمرة الثانية بفوزه على الأردن
13:49
كأس العرب - تأجيل مباراة السعودية والامارات لأجل غير مُسمّى
11:30
استاد لوسيل يستضيف مباراة منتخبي إسبانيا والأرجنتين في كأس فيناليسيما 2026
11:28
زوجة رافينيا تهاجم "فيفا"
01:27
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق