كتبت ريتا الصيّاح
سقط مشروع "السوبر ليغ الأوروبي" بعد يومين فقط من توقيع ١٢ نادياً أوروبياً على عقد إطلاق البطولة، فانسحاب عدّة أندية، بسبب الضغوط السياسية من جهة، والمعارضة الواسعة من الجماهير المحليّة للأنديّة المؤسّسة، قضى على المشروع في مهده.
تمّ "تجميد" الفكرة، ليخرج بعدها متحدّث باسم مصرف JP MORGAN المموّل، ويقول أنّ المصرف أخطأ في مقاربته للفكرة.
إلّا أنّ ناديي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، بقيا مصرّين على دعم الفكرة، لتقم صحيفة دير شبيغل الألمانيّة بالكشف عن السّبب الحقيقي.
وبحسب ما ذكرت الصّحيفة، كان الناديان الاسبانيان سيحصلان على أعلى نسبة من الأرباح، منها ٦٠ مليون يورو إضافيّة عن كلّ موسم، في أوّل موسمين، تقسم بالتّساوي بين النّاديين، في حين أنّ أنديّة مثل أتليتكو مدريد الإسباني وقطبي ميلانو الانتر والآي سي الإيطاليين، كانت ستحصل على نسب أقلّ.
وكشفت الوثائق التّي سرّبتها دير شبيغل أنّ أندية دورتموند وبايرن ميونخ الألمانيين وباريس سان جيرمان الفرنسي قد تمّت دعوتها بالفعل للمشاركة لكنّها رفضت ذلك.
ينص جزء آخر من العقد على أنّ أندية بطولة السّوبر لها الحق في عرض أربعة من مبارياتها خلال الموسم على الهواء مباشرة وحصريّاً على منصّات النّادي الأساسيّة، مثل الموقع الرّسمي الخاص بكلّ منها، وتطبيق الهاتف المحمول والقناة التلفزيونيّة، ما سيضمن دخلاً إضافياً، من رسوم الاشتراكات بهذه المنصّات.
وتظهر صفحة كاملة من العقد، أنّ الأندية الـ ١٥ المؤسّسة – الـ ١٢ الموقّعة، بالإضافة إلى البايرن وسان جيرمان ودورتموند، ستحصل على مبالغ ماليّة بنسب متفاوتة، لكن بروسيا وانتر ميلان وآي سي ميلان، ستحصل على أقلّ نسبة من المبالغ المخصّصة للنّوادي المشاركة.
وكان من المقرر، وبحسب الوثائق المسرّبة، أن تكسب أندية أرسنال وبايرن وتشيلسي وبرشلونة ويوفنتوس وليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وريال مدريد وتوتنهام نسبة 7.7 في المئة من الدفعة الأوليّة الممنوحة للأعضاء المؤسّسين، على أن تحصل الأندية الأربعة الأخرى على نسبة 3.8 بالمئة فقط.
لكن أهمّ ما تمّ الكشف عنه، هو المبلغ الذّي على الأندية المنسحبة تسديده كغرامة، والذّي تبلغ قيمته ١٣٠ مليون جنيه استرليني (حوالي ١٥٠ مليون يورو)، الأمر الذّي يشكّل ضربة اقتصاديّة كبيرة للأندية التّي وقّعت على العقد، ثمّ تراجعت عن توقيعها.
وعلى الرّغم من أنّ الأندبّة الأوروبيّة بحاجة لمبالغ ماليّة ضخمة لتعويض ما خسرته بسبب جائحة كورونا، وأنّ ناديي برشلونة وريال مدريد كانا مصرّين على الاستمرار بمشروع السوبر ليغ بسبب الأزمة الماليّة التّي يمرّان بها، يبدو أنّ أحلامهما تبخّرت بعدما سحب المصرف الأميركي دعمه للفكرة.
وبعد أن كان من المقرّر أن يستثمر المصرف مبلغاً يفوق الأربع مليارات يورو في هذه البطولة، برّر المموّل الأميركي انسحابه بقوله:
"من الواضح أنّنا أخطأنا في تقدير الكيفيّة التّي سينظر بها مجتمع كرة القدم إلى هذه الصفقة وكيف يمكن أن تؤثّر عليه في المستقبل، وسوف نتعلم من هذا".
يبدو أنّ الظّلم الذّي تمارسه الاتحادات المحليّة والقاريّة على الأندية، كما برّرت الأخيرة خطوتها في تأييد السوبر ليغ، قابله ظلم آخر حين انفضح قانون السّوبر الذّي يجيز لقطبي إسبانيا الحصول على مبالغ أعلى من باقي الأندية، وحين وزّع أرباح البطولة بنسب غير متكافئة بين الأندية المشاركة، وحين ألغى الكثير من أسس العدالة والمنافسة والطموح المشروع.