فقد كان حدّاد قد انتقد خلال مشاركته في ندوة بعنوان “صورة الشّاعر في الدّراما العربيّة” طريقة نطق بعض الممثلين المصريين للفصحى، مشيرًا إلى أنّ الممثّلَين الراحلَين نور الشّريف وعبد الله غيث كانا من القلائل القادرين على التّعبير بها بدقّة.
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من الوسط الفني المصري، حيث ردّ نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، ببيت شعر للشاعر المتوكّل الليثي قائلاً:
“يا أيُّها الرّجلُ المعلّمُ غيرَهُ، هلّا لنفسِكَ كانَ ذا التّعليم”.
كما كتب الفنان المصري محمد علي رزق على حسابه في فيسبوك، مؤكدًا أنّ هناك العديد من الفنانين المصريين الذين يتقنون الفصحى، داعيًا لمراجعة أعمال مثل مسلسل “رسالة الإمام”، وعروض مسرحية للفنان يحيى الفخراني، إضافة إلى أعمال دوبلاج يقدمها شباب يتقنون الفصحى باحتراف سواء على المسارح أو في الاستوديوهات.
بدوره، علّق المخرج حسني صالح على ما وصفه بـ"سخرية سلّوم حدّاد"، مشددًا على أنّ مصر تبقى منبع الفن واللغة، معتبرًا أنّ تصريح حدّاد ينمّ عن سوء تقدير، ومضيفًا أنّ طلاب المعاهد الفنية في مصر يملكون مستوى عالياً من إتقان الفصحى.
إزاء تصاعد الجدل، خرج سلّوم حدّاد عن صمته في تصريحات لموقع “القاهرة 24”، وقال: “هذا التصريح قديم، ولم يكن القصد منه الهجوم أو السخرية. كل ما قلته إنّ هناك من يسهّل الأمور، وأعتقد أنّ الجمهور المصري تجاوز هذه المسألة منذ زمن”. وأضاف: “أقدّم اعتذاري لكل من انزعج من كلامي. لم أقصد الإساءة أو التقليل من شأن المصريين، فهم الأساتذة والقدوة، ومن علّمونا ودرّسوا لنا في المسرح والتلفزيون. والدية عن الكرامة هي الاعتذار، وأنا أقدمه من قلبي”.
كما نوّه حدّاد إلى إعجابه بمسلسل “الحشّاشين” من بطولة كريم عبد العزيز، الذي عُرض في رمضان 2024، قائلاً إن المخرج بيتر ميمي نجح في توصيل العمل إلى الجمهور العربي على الرغم من تقديمه باللهجة العامية.
من جانبه، أكد أشرف زكي أنّ نقابة المهن التمثيلية قبلت اعتذار سلّوم حدّاد بعد توضيح موقفه، مشددًا على أنّ العلاقة بين الفنانين المصريين والسوريين أكبر من أي تصريح عابر، وأن الفن يوحّد ولا يفرّق.