لبكي تحدثت عن فيلمها "هلأ لوين؟"، مؤكدة أن الفكرة انطلقت من مخاوفها كأم خلال فترة حملها، حين واجهت سؤالاً مربكًا: ماذا لو وجد ابني نفسه في قلب العنف؟ هذا التساؤل فتح الباب أمام معالجة سينمائية تلامس الطائفية والحرب الأهلية من زاوية إنسانية، في وقت كان لبنان يشهد اضطراباً سياسياً شديداً. واعتبرت أن الفيلم نجح لأنه خرج من تجربة واقعية وليست مجرد خيال درامي.
وتطرقت لبكي إلى فيلم "كفر ناحوم"، الذي وصفته بأنه "رحلة طويلة داخل وجع المجتمع". خمس سنوات قضتها بين الأحياء الفقيرة وشوارع بيروت، مقابلةً أطفالاً يعملون أو يتسولون، قبل أن تختار ممثلين غير محترفين يعيشون جزءًا من القصة التي يروونها. وأكدت أن أداء الطفل زين لم يكن تمثيلاً فقط، بل انعكاساً لصراعات واقعية عاشها بنفسه، ما منح الفيلم قوة استثنائية.
وأوضحت لبكي أن عملية اختيار الممثلين تشكل جانبًا مركزيًا في عملها، إذ تبحث عن أشخاص يمتلكون تجارب تشبه الشخصيات، معتبرة أن الكاميرا تلتقط الصدق قبل أي شيء آخر. وأشارت إلى أنها ترافق الممثلين خطوة بخطوة في بناء الشخصيات، بهدف خلق تجربة مشتركة يعيشها الفريق بكل تفاصيلها.
وفي حديثها عن دور الفن، شددت لبكي على أن السينما ليست وسيلة ترفيه فقط، بل أداة للتغيير الاجتماعي. وقالت إن التمويل لا يحدد قيمة الفيلم، بل الرسالة التي يحملها ومدى صدقه. وأكدت أنها ملتزمة بتقديم أفلام تعالج قضايا اجتماعية حقيقية، خصوصًا تلك المتعلقة بالأطفال والفئات المهمشة، لأن الفن برأيها يجب أن يترك أثراً ملموساً في المجتمع.
لبكي، التي استطاعت إيصال السينما اللبنانية إلى العالمية، جددت قناعتها بأن الأفلام الناجحة هي تلك التي تولد من مخاوف الإنسان وآلامه وتجربته الخاصة، وأن الجمهور يشعر فورًا بما إذا كان العمل صادقًا أو مصطنعًا.