وكان أبو دهمان قد أوضح سبب كتابته الرواية بالفرنسية قائلاً: «كتبتها بالفرنسية لأني عملت باحثاً وصحفياً ورأيت حينها لدى كثيرين كراهية لبلادنا، فأردت أن أنقلها بحقيقتها كما وجدتها وأحببتها». واستعاد في روايته تفاصيل حياته في قريته وأسرته وأبناء محيطه، موثقاً مرحلة انتقال المجتمع القروي من الانغلاق إلى الانفتاح على الآخر، ومعبّراً عن عمق ارتباطه بالجذور، إذ كتب: «أحمل في داخلي قريتي، مثل نار لا تنطفئ». ويُعد
أحمد أبو دهمان أول كاتب
سعودي يكتب رواية بالفرنسية، ما منح تجربته أهمية مضاعفة على مستوى الأدب العابر للغات والثقافات. وُلد الراحل في قرية آل خلف بمحافظة سراة عبيدة في منطقة عسير جنوب
المملكة العربية السعودية، وبدأ مسيرته التعليمية في قريته قبل أن ينتقل إلى أبها ثم
الرياض، حيث تخرّج من جامعة الملك سعود بدرجة ممتاز في اللغة
العربية، وعمل معيداً فيها، قبل أن يلتحق بجامعة السوربون في
فرنسا عام 1979 ويحصل على درجة الماجستير. كما عُرف أبو دهمان بمقالاته التي تناولت التحولات الاجتماعية والإنسانية في
السعودية، بلغة تجمع بين الشاعرية والتأمل والحنين، موثقاً مرحلة مفصلية من تاريخ المجتمع السعودي وتحولاته.