أعلن وزير الشؤون الاجتماعية التونسي، محمد الطرابلسي، أنّ السلطات التونسية، أوقفت نحو 144 جمعية لمخالفات متعدّدة، وأنّ معظمها أنشأ في فترة حكم "الترويكا" النهضة.
وقال، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" بعد حادثة جمعية مدينة الرقاب، إنّ القانون التونسي ينصّ على أنّ الوالي "المحافظ" يحق له تعليق نشاط الجمعية خلال شهر، وبعد ذلك تصبح عملية التحقيق من اختصاص القضاء، وأنّ الجمعية المتورطة في انتهاك الأطفال وتدريبهم على العنف، علق نشاطها منذ 26 تشرين الثاني الماضي.
وأوضح أنّ الجمعية عادت للعمل بطريقة مخالفة للقانون بعد تعليق نشاطها حتى يوم 29 كانون الثاني الماضي، حيث أرسلت النيابة العامة لجنة مكونة من قاضي الأطفال، وبعض الأخصائيين والأمن، واطلعوا على المكان، وأنّه تم ضبط 42 طفلاً، و35 راشداً، وأنّهم يقيموا الآن في مركز رعاية تابع لوزارة المرأة والطفولة.
وأشار الوزير إلى أنّ ثلاثة أشخاص قيد التحقيق في السجن على خلفية القضية، من بينهم صاحب ما يسمى بالمدرسة القرآنية، وأنّ المدرسة كانت تقوم بتدريب الأطفال على نفس الطريقة الخاصة بجماعة طالبان، من حيث المواد الفكرية والتدريبات البدنية والمظهر والإقامة الجبرية بطريقة متشدّدة، بحيث لا يغادرون مكان التدريب إلا كل عام، وكذلك طريقة العقاب.
وأكد أنّ الجمعيات المختصة بتحفيظ القرآن والأعمال الخيرية تابعة مباشرة لرئاسة الحكومة، وأنّ مراقبتها تتم من خلال الحكومة التي تمنحها الترخيص لمزاولة العمل.
وأشار إلى أنّه لم يثبت حتى الآن علاقة الجمعية بأيّ جهة سياسية، إلا أنّ التحقيقات ما زالت جارية لإثبات جهة التمويل، وما إن كان هناك أيّ علاقة بأيّ جهات في تونس.
وأعفى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، كل من والي سيدي بوزيد ومعتمد الرقاب من مهامهما، الاثنين 4 شباط، وذلك على خلفية قضية المدرسة التي انتهك فيها الأطفال الذين كانوا يتدربون على أعمال العنف، وتم اغتصاب بعضهم خلال تواجدهم بالجمعية.
وأفاد الناطق الرسمي بالمحكمة الابتدائية في سيدي بو زيد حسين الجربي، الاثنين 4 شباط، بإصدار بطاقتي سجن في حق شخص إعتدى جنسياً على طفل بعد ثبوت تعرض طفلين يدرسان بالمدرسة القرآنية في الرقاب للاعتداء الجنسي.
وبحسب وكالة الأنباء التونسية "وات"، أقرّ المعتدي باغتصاب طفل يدرس في المدرسة من مواليد سنة 2003، وأنّه تم الاعتداء الجنسي على طفلين من مجموع 5 تم فحصهم.
وكانت السلطات الأمنية المحلية في ولاية سيدي بو زيد قامت، الخميس 31 كانون الثاني، أغلقت مدرسة قرآنية في معتمدية الرقاب، وأوقفت مديرها وتلاميذها لعرضهم على الجهات الأمنية المختصّة.