وفي حديث لـ"
وكالة الصحافة الفرنسية"، لاحظت المؤسِسَة المشارِكة لمجموعة "سبيك آب أفريكا" القارية الإفريقية فارا ندياي أن "إسقاط ميركاتور قلّل طوال قرون من حجم إفريقيا، معززا الانطباع بأنها أصغر وهامشية وأقل أهمية". وتظهر مساحة مئة كيلومتر مربع في النروج أكبر بأربع مرات من المساحة نفسها في كينيا.
وتبدو غرينلاند بمساحة أفريقيا وأميركا الجنوبية نفسها، مع أن إفريقيا في الواقع أكبر بأربع عشرة مرة من غرينلاند، والبرازيل وحدها أكبر بأربعة أضعاف. ومن هذا المنطلق، أطلقت منظمتها حملة "كورّيكت ذي ماب" ("صحّح الخريطة") في نيسان مع مجموعة "أفريكا نو فلتر" للعمل على إظهار القارة بحجمها الصحيح على الإسقاطات التي تستخدمها المدارس ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية. و"إسقاط ميركاتور" المستند إلى وجهة نظر أوروبية، فيمدّ المناطق القريبة من القطبين بينما يُقلص المناطق الاستوائية، مما يجعل مناطق مثل
أوروبا وأميركا الشمالية تبدو أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع.
وفي محاولة لتحقيق التوازن، أطلق رسّامو الخرائط توم باترسون وبويان سافريك وبرنارد جيني عام 2018 إسقاط "إيكوال إيرث" ("كوكب
الأرض المتساوي")، وتبدو إفريقيا وكذلك أميركا اللاتينية وجنوب آسيا وأوقيانوسيا في هذا الإسقاط أكبر بكثير مما هي عليه في "إسقاط ميركاتور". ويهدف مشروع "كورّيكت ذي ماب" إلى توسيع نطاق استخدام خريطة "إيكوال إيرث" التي أقرها
الاتحاد الإفريقي أخيرا. وقالت ندياي "خطواتنا التالية هي الترويج لاعتمادها في المناهج الدراسية الإفريقية (...) والتعاون مع
وسائل الإعلام والناشرين". وأضافت "نُشرك أيضا
الأمم المتحدة واليونسكو".