الخال عبّرت عن امتنانها وفخرها بهذه الكلمات المؤثرة، إذ أرفقت الورقة بتعليق طويل كتبت فيه: "أنا وعم رتّب أغراض مهى، لخلّي الضو والهوا يزوروا خزانتها المليانة ذكريات وكتابات وتكريمات وصور وتذكارات، لقيت هالورقة فيها ١٠ وصايا منها إلي.. بدون موسيقى حبيت انشرها، لأن صوتها بعدني عم اسمعو وكأنها عم تقلي إياهن اليوم، وهي بتعرف دايماً اني كنت، ورح ضلّ اتبعهن"، لتؤكد أنّ وصايا والدتها ستبقى نهجاً تسير عليه.
الوصايا التي تركتها بيرقدار حملت الكثير من البساطة والعمق في آن واحد. فقد أوصت ابنتها أن تكون صادقة مع نفسها قبل أي شيء، لأن الصدق مع الذات يولّد الصدق مع الآخرين. كما شددت على أهمية الانتباه في قيادة السيارة، والتواضع بأن تكون "صغيرة أمام الكبار وكبيرة بين الصغار". ومن بين الوصايا المؤثرة أيضاً، أن لا ترفض مساعدة محتاج، وأن تحترم الوقت ليحترمها الزمان.
بيرقدار التي اشتهرت بحسها الفني المرهف، لم تغفل عن قيمة الفن في حياتها، فأوصت ابنتها بأن تجعل "الحب والفن توأمها في الحياة"، وأن تكون حرة القلب والضمير والتفكير، معتبرة أن الحرية شرط أساسي لوجود الإنسان. وفي ختام وصاياها، كتبت عبارة محمّلة بالحب والفخر: "أن تجعلني دائماً فخورة بها وباسمها الذي نُقش بصبر ودماء".
كلمات ورد الخال التي أضافتها إلى وصايا والدتها عكست عمق الرابط بينهما، إذ اعتبرت أن اسمها مرتبط باسم مها بيرقدار، وأنها ستظل شغوفة بعملها وصادقة في زمن وصفته بـ"المزيّف". كما شددت على التزامها باحترام الوقت والدفاع عن حرية التعبير، مؤكدة أنّ ما تبقى من تفاصيل هو "تحصيل حاصل" أمام القيم الكبرى التي غرستها والدتها فيها.