فوزي وصفت لحظة السقوط بأنها كانت "انفجارًا عاطفيًا" بالنسبة لها، مؤكدة أنها مرّت بحالة أقرب للهستيريا من شدّة الفرح. قالت إنها شعرت برغبة في احتضان العالم كله تعبيرًا عن انتصار الثورة، معتبرة أن ما جرى ليس مجرد تغيير سياسي، بل نهاية عقود طويلة من الظلم وليست فقط 14 عامًا كما يتصوّر البعض. وأضافت أنها كانت تتمنى أن تكون داخل سوريا في تلك اللحظة، لكنها اضطرت للبقاء خارجها، ثم عادت إلى دمشق بعد نحو ثلاثة أشهر.
وكشفت الممثلة السورية أن هناك من حاول ثنيها عن العودة خوفًا على سلامتها، إلا أنها ولدى وصولها لم تتعرض لأي أذى، بل قوبلت باحترام شديد، مؤكدة أن تعامل الناس معها كان "في قمة اللطف والأدب". وأوضحت أنها كانت دائمًا تقول: "هؤلاء من الثوار… لا يمكن أن يسيئوا لأحد".
وفي جانب آخر من حديثها، نفت سحر فوزي بشكل غير مباشر ما تردد عن قيامها بلقاء بشار الأسد "بالإجبار"، مؤكدة أنها كانت مستبعدة من اللقاءات وحتى من بعض الأعمال الفنية خلال تلك الفترة. كما كشفت أنها آوت عددًا من المتظاهرين في منزلها خلال مظاهرة المزة، وأن ابنها كان يقدم المساعدات للمحتجين، الأمر الذي وضعه في خطر، ما دفع أحد القياديين إلى مطالبتها بإخراجه من البلاد فورًا. وأكدت أن ابنها لم يعد حتى اليوم، وأنها تنتظر عودته قريبًا.
وأشارت إلى أن سقوط النظام تزامن مع وجودها في دبي حيث التقت أبناءها، وكانت تردد لهم جملة واحدة: "رح ترجعوا على سوريا"، تعبيرًا عن أملها بأن تعود البلاد لأهلها وتستعيد عافيتها بعد سنوات من المعاناة.
ويُذكر أن الفنانة سحر فوزي، المولودة في دمشق عام 1962، تُعد من أبرز وجوه الدراما السورية. بدأت مسيرتها الفنية في الثمانينيات، وبرزت في أعمال عديدة منها "باب الحارة" بشخصية "أم بشير"، و"وردة شامية"، و"سلاسل ذهب". استمرار حضورها الفني وشهاداتها الأخيرة أعاداها بقوة إلى دائرة الاهتمام الشعبي والإعلامي.