وأكدت عائلة الراحل لوكالة «فرانس برس» أن محمد بكري توفي متأثرًا بمضاعفات صحية لازمته في الآونة الأخيرة، لينهي بذلك مسيرة فنية طويلة ترك خلالها أثرًا واضحًا في المسرح والسينما والتلفزيون، داخل فلسطين وخارجها.
ويُعد محمد بكري من أبرز رواد الفن الفلسطيني، إذ ارتبط اسمه بأعمال فنية اتسمت بالجرأة والالتصاق بالقضية الفلسطينية، سواء كممثل أو كمخرج. لم يتعامل مع الفن بوصفه ترفًا أو نشاطًا ترفيهيًا، بل اعتبره أداة تعبير ومساءلة، وهو ما انعكس بوضوح في مشاريعه السينمائية والمسرحية التي أثارت نقاشًا واسعًا على المستويين الفني والسياسي.
على خشبة المسرح، شارك الراحل في عروض على مسارح بارزة، من بينها مسرح هبيما، مسرح حيفا، مسرح الخان، مسرح القصبة، ومسرح الميدان، كما عمل مدرسًا في الأكاديمية للفنون المسرحية، وأسهم في تدريب أجيال جديدة من الممثلين والفنانين.
كما امتدت مسيرته إلى الدراما والأعمال الدولية، حيث شارك في مسلسلات عالمية مثل “ليلة الحدث” و“HOMELAND”، ما عكس تنوع تجربته وقدرته على التنقل بين المسرح والسينما والتلفزيون بثبات وحضور لافت.
وعقب الإعلان عن وفاته، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، حيث نعاه عدد كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين. وكتب المخرج يسري نصر الله عبر حسابه على “فيسبوك”: «رحل محمد بكري، خسارة كبيرة للفن الفلسطيني والعربي».
بدوره، وصف الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم الراحل بأنه «لم يكن مجرد فنان، بل شاهدًا حمل الذاكرة ودفع ثمنها»، مؤكدًا أن إرثه سيبقى حاضرًا في الوعي الثقافي العربي. كما كتب السياسي الفلسطيني حسن عصفور عبر منصة “إكس”: «جنين تودّع بطلها الفنان الكبير محمد بكري».
برحيل محمد بكري، تخسر الساحة الفنية اسمًا شكّل جزءًا من تاريخ الفن الفلسطيني المعاصر، تاركًا خلفه أعمالًا وسيرة ستبقى موضع نقاش واهتمام لسنوات طويلة.