تحذير للنساء من الصبغات ومنتجات العناية الشخصية..مواد ترفع الإصابة بالسرطان
كشفت دراسة جديدة ممولة من الحكومة الأمريكية عن أن النساء اللاتي يتعرضن لمواد كيميائية منتشرة الاستخدام ترتفع احتمالات إصابتهن بسرطان المبيض وأنواع معينة أخرى من السرطان، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023.
إذ وجد فريق من الباحثين الأكاديميين أدلة على أن النساء المصابات ببعض أنواع السرطان "المرتبطة بالهرمونات" تعرضن لبعض مواد البيرفلوروألكيل (PFAS)، التي تستخدم في آلاف المنتجات المنزلية والصناعية؛ مثل الأدوات المقاومة للبقع والحرارة.
كما وجدوا علاقة مماثلة بين النساء المصابات بالسرطان وكثرة تعرضهن للفينولات، التي تستخدم عادة في تغليف المواد الغذائية والصبغات ومنتجات العناية الشخصية.
ولم تجد الدراسة، التي نُشرت مساء الأحد 17 سبتمبر/أيلول في مجلة Exposure Science and Environmental Epidemiology، ارتباطات مماثلة بين هذه المواد الكيميائية وإصابات السرطان لدى الرجال.
وتوصل الباحثون إلى أن المواد الكيميائية الأبدية قد تعطل وظائف الهرمونات النسائية، وهذا قد يزيد احتمالات إصابتهن بالسرطان المرتبط بالهرمونات.
إلى ذلك، قال الباحثون إن السرطانات النشطة هرمونياً شائعة ويصعب علاجها، وهذا يزيد من ضرورة إجراء دراسات أعمق في أسبابها البيئية المحتملة.
ومن شبه المستحيل تجنب التعرض للمواد الكيميائية الأبدية لأنها منتشرة على نطاق واسع في البيئة. وتُسمى "أبدية" لأنها لا تتحلل بشكل طبيعي، وبقاياها قد تستقر في الماء والتربة والهواء والغذاء.
وما يقدر بنحو 97% من الأمريكيين يحملون آثار هذه المواد في دمائهم، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض الوقاية منها (CDC).
فيما تقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS)، التابعة لوزارة الداخلية الأمريكية، إن 45% من مياه الشرب في الولايات المتحدة ملوثة بالمواد الكيميائية الأبدية.
ووجد فريق البحث أيضاً اختلافات بين النساء المنتميات لمجموعات عرقية مختلفة؛ حيث رصدوا ارتباطاً بين هذه المواد وسرطان المبيض والرحم بشكل رئيسي في النساء البيض، في حين رصدوا ارتباطاً بين المواد الكيميائية المعروفة باسم الفينولات وسرطان الثدي في النساء غير البيض.
وقال الباحثون إن سبب هذه الاختلافات ليس واضحاً، لكنه قد يرجع إلى العادات الغذائية والقرب من مصادر مياه الشرب الملوثة، وعوامل أخرى.
وتعتمد هذه الدراسة الجديدة على تحليل بيانات المجموعة من خلال برنامج المراقبة الحيوية الخاص بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الفترة من 2005 إلى 2018 والذي يشمل أكثر من 10 آلاف شخص.
وراجع الباحثون إصابات السرطان السابقة ومستويات المواد الأبدية والفينولات في الدم والبول التي جُمعت من المشاركين في الدراسة.
الباحثون أوضحوا أن النساء اللائي تعرضن بشكل أكبر لمركب مواد أبدية طويل السلسلة يسمى PFDE تضاعفت احتمالات إصابتهن بسرطان الجلد، في حين أن النساء اللائي تعرضن بشكل أكبر لمركبين آخرين طويلي السلسلة من المواد الكيميائية الأبدية، PFNA وPFUA، كانت احتمالات إصابتهن بسرطان الجلد قريبة من الضعف. وقال الباحثون إنهم وجدوا أيضاً صلة بين مركب PFNA وسرطان الرحم.
وقال الباحثون إن هذه الدراسة لا تثبت أن التعرض للمواد الكيميائية الأبدية والفينولات أدى إلى هذه الإصابات بالسرطان، ولكنها دلالة قوية على أن المواد الكيميائية لها دور ومن الضروري دراستها بشكل أكبر.
ويشار إلى أن هناك الآلاف من الأنواع المختلفة من المواد الكيميائية الأبدية، ولا تزال الأبحاث حول آثارها الصحية جارية، وربطت أبحاث سابقة أنواعاً معينة من المواد الكيميائية الأبدية بمشكلات صحية متعددة؛ مثل السرطان وانخفاض الخصوبة وأمراض الكلى.