قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ الاتفاق المفاجئ بين لبنان وإسرائيل يترجم إرادة أميركية قوية لإنهاء النزاعات المفتوحة في لبنان كما في سوريا وغزة والضفة الغربية، التزاماً بنهج دونالد ترامب الساعي إلى إطفاء البؤر الملتهبة وفتح الطرق الديبلوماسية لإنجاز الصفقات. وفي هذا السياق أيضاً، تضطلع المملكة العربية السعودية بدور في احتضان المفاوضات بين واشنطن وموسكو وكييف لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.
وأدرجت المصادر في هذا السياق أيضاً الاتفاق الذي تمّ، من دون مقدمات، يوم الاثنين، بين الرئيس السوري أحمد الشرع و«قوات سوريا الديموقراطية» («قسد») والقاضي بانضواء هذه القوات في مؤسسات الدولة السورية، والذي أعقبه أمس اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية، ما يشكّل مدخلاً لدخول الدولة السورية إلى السويداء.
وكذلك، كان لافتاً تعبير حركة «حماس» عن تفاؤلها بأنّ الجولة الثانية من المفاوضات التي تتوسط فيها واشنطن، حول غزة وملف الرهائن، باتت على وشك النجاح. ورأت المصادر أنّ كل هذه المؤشرات توحي بأنّ اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان سيشهد خطوات عملانية ملموسة، خلال المفاوضات وبنتيجتها، وخصوصاً لجهة التزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها والانسحاب الكامل من لبنان.
وكان موقع «أكسيوس» نقل امس، عن مسؤول أميركي في البيت الابيض لم يكشف عن هويته القول، إنّ إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وأضاف هذا المسؤول، أنّه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل خمسة لبنانيين أسرتهم قواتها العسكرية خلال الحرب الاخيرة. وقال: «إنّ إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع عدة في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية». وذكر أنّه «خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي، من بينهم عضو في «حزب الله». وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتمّ إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من 5 نقاط متبقية في جنوب لبنان»، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع، مضيفاً: «سيقود مجموعات العمل ديبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل في أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل».