رجّح علماء آثار أن تكون والدة الفرعون توت عنخ أمون هي شقيقته ملكيت أتون أو شقيقته الأخرى ميريت أتون، وهما شقيقتان له أنجبهما والده أخناتون من نفرتيتي، في توجه يخالف الرأي السائد من ذي قبل أن والدته هي شقيقة والده كيا.
وبعد أكثر من 3200 عام، ما زالت رحلة البحث عن أم الفرعون توت عنخ أمون الذي حكم مصر بين العامين 1334 و1325 قبل الميلاد مستمرة، وكان آخر فصولها إعلان البعثة الأثرية
الفرنسية في سقارة أنّ والدة الفرعون هي واحدة من شقيقاته.
ورجّح رئيس البعثة عالم
المصريات الن زيفي في مؤتمر صحافي عقد ظهر الأحد أن تكون والدة توت عنخ أمون ابن فرعون التوحيد اخناتون هي "ابنة اخناتون الثانية ملكيت اتون التي توفيت بسبب الإنجاب في السنة الرابعة من حكم اخناتون، أو تكون ابنته الثانية مايا ميريت أتون صاحبة المقبرة المعروفة
باسم مقبرة مرضعة توت عنخ أمون".
وقال زيفي لوكالة
الصحافة الفرنسية إنّ "
مشهد وفاة ابنة أخناتون الكبرى
المرسوم على جدران مقبرته يظهر في المشهد الجنائزي ميريت اتون حاملة طفلاً بين ذراعيها، وأن مقبرتها التي اكتشفت عام 1996 في سقارة تظهرها وهي تحمل توت عنخ أمون طفلاً وهو يضع التاج الملكي".
وكان العلماء قد أطلقوا على هذه المقبرة اسم مقبرة مايا مرضعة توت عنخ امون.
وأوضح زيفي أنّ "ميريت أتون هي نفسها مايا أو ماييت صاحبة المقبرة التي كشفت عنها البعثة الفرنسية قبل 19 عاما وأنها هي التي قامت بتربية توت عنخ امون وإرضاعه".
واعتبر زيفي أنّ "هذا الاكتشاف يؤكد أن توت عنخ أمون هو ابن الأميرة ملكيت اتون"، مستبعدا الفكرة السابقة التي تقول إنّ "توت عنخ امون ابن اخناتون من اخته (أخت اخناتون) كيا التي كانت تعتبر زوجة رئيسية بعد نفرتيتي".
وعلى ذلك تكون والدة توت عنخ أمون هي شقيقته من والده، وليس عمته، وتكفلت خالته بعد ذلك بتربيته.
وكانت فحوص الحمص الريبي
النووي قد جعلت العلماء يستبعدون فرضية اخرى وهي ان والدته هي نفرتيتي، فتبين انها غير صحيحة، الا انهم رجحوا ان تكون والدته هي عمته كيا.
وقال
وزير الدولة لشؤون الاثار ممدوح الدماطي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ "ما يطرحه زيفي ممكن جدا فالآثار عالم مفتوح مليء بالافتراضات، وكلّ كشف جديد يقدم رؤية
جديدة لوقائع تاريخية ما زالت غير واضحة في هذه المرحلة الانتقالية بعد اسقاط الديانة الاتونية التي سادت في فترة اخناتون والعودة الى الديانة الامونية في عهد توت عنخ امون بعد ثورة الكهنة ضد الديانة الاتونية".
واشار مدير قطاع المصريات والتاريخ الفرعوني في
المجلس الأعلى للاثار محمود عفيفي الى ان "التاريخ في هذه المرحلة الانتقالية التاريخية التي جاءت في نهاية عصر الاسرة 18 يحمل الكثير من المفاجآت بناء على اكتشاف الجديد من المعلومات، فالامكانيات مفتوحة لكل الافتراضات".