وأشار قاآني، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم"، إلى أنّ حزب الله عرف دائمًا بمشاركته في الحروب المفروضة عليه، وكانت مقاومته ضد الكيان الصهيوني بارزة في مراحل متعددة، إلا أنّ العام الماضي شهد ظهور نسخة جديدة من هذه المقاومة، حيث تمكن الحزب، رغم الضغوط والمحن، من تعزيز قوته وثباته أكثر من أي وقت مضى.
وكشف قاآني أنّ "في يوم انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، وأثناء دخولي إلى لبنان، كنت أتساءل: كيف سنتحدث مع السيد حسن عن هذه العملية؟ وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل؟ لكن قبل أن أبدأ بالكلام، رأيت أن السيد حسن نصرالله كان منذ اللحظة الأولى لانطلاق العملية غارقًا في التفكير
ولفت إلى الدور الفاعل لحزب الله في دعم المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى سلسلة عمليات نفذها ضد المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة، بما يعكس استمرار التزام الحزب بالقضية الفلسطينية ومساندته لجبهة المقاومة بشكل متواصل. كما كشف أنّ العمليات الكبرى، مثل عملية "طوفان الأقصى"، لم تكن معروفة مسبقًا حتى للقيادات الأساسية، ما يدل على قدرة الحزب وحلفائه على إدارة المعركة بحكمة واستراتيجية عالية.
وأوضح قاآني أنّ الحرب الأخيرة على لبنان، التي استمرت 66 يومًا، كانت من أشد الحروب على حزب الله، بمشاركة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وحلف الناتو وعدد من الدول الإقليمية، مستخدمين جميع أدوات الحرب الحديثة، بما فيها الأسلحة الكيميائية، لاستهداف المقاومة والمجتمع المدني في جنوب لبنان. ورغم كثافة النيران والتهديدات، صمد الحزب وحقق إنجازات فريدة، وأجبر العدو على إعادة حساباته وتغيير معادلة الحرب.
وشدد قاآني على أنّ صمود حزب الله واستمراره يعود بشكل كبير إلى بركة إدارة الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم، الذي حافظ على تماسك الحزب وإرث السيد حسن والسيد هاشم، وأدار الأمور بحكمة في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية، مؤكدًا أنّ القيادة الحالية أسهمت في إبقاء الحزب قوة راسخة لا يمكن الاستهانة بها.
وأضاف أنّ دعم الشعب اللبناني والجيش والمؤسسات كان عاملًا أساسيًا في تعزيز قوة الحزب، وجعل أي محاولات نزع سلاحه أو القضاء عليه فاشلة. ولفت إلى أنّ تجربة الحزب أثبتت أنّه قادر على مواجهة أصعب الظروف، وأن إرث السيد حسن والسيد هاشم محفوظ، مع استمرار دوره كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في لبنان والمقاومة الفلسطينية.