محمد صالح (السفير)
لم تتمكن الطفلة رويدا العلي من عيش طفولتها بسلام. لم تنعم ابنة السنتين بطفولة فيها العاب وبراءة وأحلام. ولا أهلها اسعدوا بطفلتهم، وهي تلهو وتكبر أمامهم .ابنة العامين طريحة الفراش بعدما تبين أن جسدها الغض الطري النحيل يحمل أوجاعا لا يقوى حتى "أيوب" على تحملها، وبحاجة لعمليات جراحية في الرأس والعامود الفقري بصورة دورية ودخول للمستشفى باستمرار للعلاج .
وكأنه لم يكف النازح السوري كل آلام النزوح والقهر ومرارة البعد عن الوطن والإقامة في خيمة. وهو بالكاد يعيش في مكان نزوحه كفاف يومه؟ متروك لمواجهة كل الأقدار! فكيف إذا واجهته هو وعائلته مشكلة طبية مستعجلة وبحاجة لعمليات جراحية وهو على باب الله ؟.
ارتضت عائلة العلي بالمصير الذي حل بها، نزحوا هربا من هول المعارك في بلدهم سوريا إلى لبنان.. لكن واجهتهم مشكلة أدهى وأشد عليهم بالذات، عندما عرفوا بمرض ابنتهم الحديثة الولادة وتبين بعد إخضاعها للصور الشعاعية والتحاليل المخبرية في صيدا ولدى الأطباء المختصين، وفق ما يؤكد "تقرير" الطبيب المعالج الأخصائي في جراحة الدماغ والأعصاب والديسك الدكتور محمد سعد، مشيرا إلى أنها "مصابة بفتق بالنخاع الشوكي مع شلل بالأطراف السفلى، وأخضعت لعملية ترميم للعامود الفقري، وبعدها أصيبت باستسقاء دماغي مما اضطرنا إلى وضع جهاز في الرأس وبعد شهرين ظهر التهاب حول الجهاز مع تقرح في الرأس وهي بحاجة ماسة للعلاج في المستشفى لتنظيف وتطهير الجرح مع استبدال الجهاز ووضع جهاز جديد مكانه بصورة مستعجلة وضرورية كي لا تحصل مضاعفات خطيرة.
وتؤكد والدتها أن رويدا واعية وتشعرك بأنها تعرف ماذا يدور حولها. لكن ليس في اليد حيلة هي نائمة ومستلقية في السرسر دائما، ونحن لا نقوى على علاجها نتطلع إليها بحسرة، ولا قدرة لنا على تحمل ثمن الجهاز، وطرقنا أبواب الجمعيات الإنسانية والأهلية والمحلية والدولية ولكن لم يستجب لاستغاثتنا احد. والطفلة يوما بعد يوم يظهر عليها التعب، وأنا أخشى على حياتها وأخاف أن افقدها، علما أن الطبيب أكد لنا أن وضعها غير ميؤوس منه "طبيا" لكن يجب الجراء العملية فورا والباقي على الله.