اجرت شعبة المعلومات كشفا فنيا وتحقيقا في انفجار المرفأ، فبتاريخ الرابع من آب وبتكليف شفهي من رئاسة شعبة المعلومات، انتقل خبراء متفجرات الشعبة الى مرفأ
بيروت، وتوصلوا الى خلاصة تؤكد نظرية شرارة النيران التي دخلت العنبر وأحدثت الحريق والانفجار. وفي التفاصيل تبين لمحققي شعبة المعلومات أن عملية الصيانة التي أجريت من تلحيم لعدد من بوابات العنبر رقم 12 كانت قريبة من حاويات النايلون السميك الحاملة لنيترات الأمونيوم حيث جرت عملية التلحيم وكان الباب مغلقا ، ما أدى الى تعذر التأكد من قبل القائم بالتلحيم من تطاير شرارات النيران الى الداخل ولم يسمح له بإطفاء الشرارات المتطايرة الى داخل العنبر. دخول الشرارات هذه الى الأكياس البلاستيكة أدت الى عملية امتصاص الاوكسجين داخل العنبر ببطء ، واستغرقت وقتا طويلا لتُحدث نارا ودخانا، ما أدى الى نفاد كمية الاوكسجين من العنبر واشتعال المفرقعات النارية.
بدأ زجاج العنبر العلوي بالتحطم ما سمح بدخول كميات أكبر من الاوكسجين واكتمال عملية الاحتراق، هذا اضافة الى الحرارة العالية داخل العنبر ووجود الزيوت والمواد الملتهبة ونيترات الامونيوم الى أن أدى وصول درجة حرارة هذه المواد لحالة انتقلت من عملية الاحتراق الى عملية التفجر. إن حصول الانفجار الاولي الذي تصاعد منه الدخان الأسود، وبعدها بأجزاء من الثانية استطاعت هذه المواد المتفجرة من افراغ المحيط من الاوكسجين وأحدث نوع من الهزة الارضية، وما هي الا أجزاء من الثانية حتى انعكس ضغط الاوكسجين الى موجة عصف بعد الاشباع الذي حصلت عليه مادتي نيترات الامونيوم والاوكسجين، لتؤدي الى حصول انفجار أحدث الدمار الهائل حيث إن ارتفاع الحرارة مضافة الى المواد المتواجدة في العنبر رقم 12 كفيلة بإحداث الانفجار في مادة نيترات الامونيوم المكدس والمضغوط منذ سنوات، كونه مرصوص على بعضه.
أما بنتيجة إجراء تحاليل مخبرية على عينات رُفعت يبلغ عددها اثني وعشرين مغلفا ورقيا وكيس نايلون
أسود، تحتوي على مضبوطات، لمعرفة ماهيتها وعما إذا كانت تدخل في صناعة المتفجرات، فتبين لشعبة المعلومات أنها لا تحتوي على أي آثار من المواد المتفجرة العسكرية، بل فقط تحتوي على مواد نيترات الامونيوم والكبريت، وهي من المواد القابلة للانفجار غير العسكرية، ومادة الميثانول وهو سائل عضوي كحولي، بالاضافة الى البارود جراء المفرقعات النارية ، وغيرها من المواد والعناصر الكيميائية.
أما من الناحية العلمية، وبعد احتساب كمية المتفجرات قياسا على مادة ال tnt فتبين أن المواد والبضائع المخزنة داخل العنبر رقم 12 هي 2750 طن من مادة نيترات الامونيوم إضافة الى بضائع ومواد أخرى.