"النهار": ما الذي يجمع بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" على رفض جهاد أزعور؟

2023-04-04 | 02:29
"النهار": ما الذي يجمع بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" على رفض جهاد أزعور؟



كتبت سابين عويس في "النهار":


في الوقت الذي انشغل فيه الوسط السياسي برصد نتائج زيارة رئيس "#تيار المردة" #سليمان فرنجية الى #باريس، كان لافتاً الهجوم اللاذع لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة " النائب محمد رعد على من وصفه بالرئيس ذي الخلفية الاقتصادية، في اشارة غير مباشرةالى الوزير السابق جهاد ازعور الذي يشغل حالياً منصب المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في صندوق النقد الدولي، ويتردد اسمه بقوة لترشيحه لرئاسةالجمهورية.


في كلامه في احتفال في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، سأل رعد في سياق الحديث عن مواصفات الرئيس المقبل، "ماذا يعني لديه خلفية اقتصادية؟ هل يعني ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يستطيعان التفاهم معه، لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الاقتصادية الدولية، رافضاً في حديثه الربط بين الرئيس وبين البرنامج مع صندوق النقدالدولي من خلال اشارته الى انه "تحت عنوان التواصل مع صندوق النقد قلنا بأن ٣مليارات لن تنفع البلد، فلا تتعبوا قلبكم، ويجيبوننا بكل ثقة ان المسألة ليست مسألةمليارات بل فتح ابواب الدول من اجل مساعدتكم، وعليه، يجب ان تركنوا لسياسات تلك الدول من اجل ان نوفر لكم المساعدات دائماً".


لا يخلو كلام رعد من دلالات لا يمكن تجاوزها في توصيفه للرئيس المقبل، وسط سؤال حول الاسباب التي تقف وراء رفض الحزب لشخصية ذات خلفيةاقتصادية مثل ازعور. وفي جواب اوساط قريبة من الحزب ان لهذا الرفض اسبابه، اولها ان للحزب مرشحه الذي يدعمه، واعلن امينه العام هذا الدعم في شكل واضح وصريح،وبالتالي هو ليس في وارد التراجع عن مرشحه، تماماً كما اعلن نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم ان لدى الحزب ٣ مرشحين هم سليمان فرنجية اولاً وثانياً وثالثاً.


يتمسك الحزب بفرنجية لسبب رئيسي يعود الى انه يطمئن اليه ويثق به وبخياراته. وهويرى الى جانب حليفه في الثنائي الشيعي ان فرنجية هو الوحيد القادر على تحقيق هدفين اساسيين، اولهما حماية المقاومة وسلاحها، والثاني مخاطبة النظام السوري ورئيسه حول ملف اللاجئين السوريين في لبنان.


بالنسبة الى الثنائي، المرحلة ليست مرحلة اقتصادية بل سياسية بامتياز. لا يعني هذا ان رفض الثنائي لأزعور ينبع من خلفيته الاقتصادية وموقعه في صندوق النقد، كما ظهر في كلام رعد الذي رفض انتخاب رئيس يتفاهم مع الصندوق والبنك الدوليين، لأنه يدرك تماماًان لا قيامة للبلد من دون برنامج مع الصندوق. وهو لن يعترض على الفكرة اذا انتخب فرنجية رئيساً، بل ان المسألة تكمن في اي برنامج سيدخل لبنان مع الصندوق، ومن يوفرالضمانات التي يريدها الحزب من البرنامج.


ثمة نقطة اخرى تزعج الثنائي في مقاربة ترشيح أزعور وتكمن ان هذا الترشيح تم تسويقه من "التيار الوطني الحر" كمرشح أول للتيار ورئيسه. الامر الذي يخرج باسيل عن طاعةالحزب في اختيار المرشح.


لا اوراق حمر يرفعها الثنائي في وجه أزعور، ولكن "طالما ان لدينا مرشحنا ومتمسكون به فنحن مقتنعون انه قطع شوطًا كبيراً نحو قصر بعبدا، فلماذا سنتراجع عنه؟" تقول الأوساط القريبة من هذا الثنائي في خلاصة تعليقها على الحيثيات التي تدفع هذا الفريق الى محاولة قطع الطريق امام الحظوظ الرئاسية لأزعور.


للمفارقة، تلتقي قراءة القوات اللبنانية مع قراءة الثنائي في رفض ترشيح أزعور، وانما من مقاربة مختلفة كلياً. فموقف القوات ليس شخصياً لرجل تحترم كفاءاته ومسيرته المهنية،ولكنها لا ترى فيه رجل المرحلة. فالمرحلة في رأيها تتطلب "بروفيلاً" سياسياً ودستورياًوسيادياً لأن المعركة ليست معركة اقتصادية، بل هي معركة وضع حد لنفوذ "حزب الله" ومن ورائه طهران.


لا ترتاح كثيراً القوات لما يتردد حيال التواصل الذي يقوم به أزعور من خلال مقربين منه مع القوى السياسية المختلفة، والتي جعلت منه، على ما تقول اوساط قريبة منها المرشح الأول للتيار الوطني الحر. واكثر ما تخشاه في هذا المجال الشروط المسبقة التي يفرضها التيارعلى مرشحيه، والالتزامات التي يفرضها عليهم لتبني ترشيحهم، كما كانت الحال مع المرشحين الى النيابة، حيث بدأت تتكشف الالتزامات الموقعة خطياً من قبل هؤلاء.


وتنطلق القوات في موقفها من مقاربتها الاستحقاق الرئاسي بطريقة مختلفة. فالخشية من الشغور الرئاسي الذي يدفع للقبول بأي رئيس لم يعد وارداً، وذلك بعد التجربة الفاشلةالتي خاضتها في انتخاب ميشال عون. وعليه، استمرار الشغور حتى الوصول الى المرشح السيادي افضل، واذا ما تعذر حصول ذلك، فلا مشكلة لدى القوات للسير في خط المعارضة ورفض المشاركة في الحكم.


ما بين رفض "القوات" والحزب، ولكليهما مقاربته واسبابه، يبدو أزعور بعيداً عن هذه المشهدية وغير منخرط فيها. لكن الاكيد ان تزايد وتيرة تردد اسمه داخلياً وخارجياً بات يشكل سيفاً ذا حدين، فهو اذ يؤشر الى جدية الترشح وارتفاع حظوظه، يؤكد في الوقت عينه ان مرحلة حرق الاسم قد بدأت وكل الوسائل لذلك ستكون متاحة.
"النهار": ما الذي يجمع بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" على رفض جهاد أزعور؟
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق