هند الملاح
في الدقيقة الواحدة ينزح 24 شخصا من مناطقهم، 24 شخصا يفقدون منازلهم، مدارسهم، جامعاتهم، وحياتهم الطبيعية باحثين عن مساحة تحميهم من الحروب والمجاعات.
المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، نبهت اليوم، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إلى أن عدد النازحين واللاجئين الذين فروا من النزاعات وحملات الاضطهاد في العالم بلغ مستوى قياسيا من 65.3 مليون شخص في العام 2015.
أما في لبنان فيقدر عدد اللاجئين السوريين تقريباً بمليون ونصف، بالاضافة الى نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني.
مؤتمرات لدول مانحة عقدت، ووعود بالمساعدات قدّمت، فأين اصبحت هذه المساعدات اليوم؟
مع بداية الازمة كانت المساعدات تصل الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي كانت تتولى عمليات الاستقبال والاغاثة، كما يقول وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في اتصال مع موقع "الجديد"، لافتا الى ان الحكومة اعدت ورقة نهاية العام 2014، تحت عنوان "الخطة اللبنانية للاستجابة للازمة" بالاتفاق مع الوزارات المختصة وبالتعاون مع الامم المتحدة حددنا خلالها انه يلزمنا للبنان مليارين ومئة مليون دولار تصرف بنسبة 36% للمجتمع المضيف و 64 % للخدمات الانسانية اي انه يتم تقديم الدعم لمليوني شخص فقير يعيش في لبنان منهم مليون لبناني.
هذه الخطة لم تنفذ، لانه لم يصل منها فعليا إلا مليار و300 مليون دولار.
أما الخطة الثانية وهي خطة العام الحالي، فقد طلبت مليارين و 400 مليون دولار لم يصل منها حتى اليوم سوى مليار، يشير درباس، لافتا الى ان هذه الخطط منفصلة عن تعهدات لندن وصندوق التعاون الدولي لاصدقاء لبنان.
اي ان المساعدات لا تلبي نصف متطلبات اللاجئين في لبنان.
يضيف درباس انه لا شك ان ازمة اللاجئين تؤثر سلبا على الاقتصاد اللبناني: "يكفي اننا فقدنا حدودنا البرية تقريبا، ونسبة النمو في لبنان وصلت الى 2.9% في فترة ما اما الان فالنمو ثابت، وخسارتنا المباشرة اكثر من 25 مليار دولار".
لا ينكر درباس ان النازحين شكلوا حركة اقتصادية في لبنان الا ان هذه الحركة جزئية جدا امام الخسائر التي طالت الاقتصاد، مشددا على ضرورة استثمار هذه الحركة.
جامعة الدول العربية، التي تنتمي اليها جنسية اكثرية النازحين في عالم اليوم، اكتفت بدعوة "المجتمع الدولي وخاصة ( الأونروا ) إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه نازحي سوريا وليبيا والعراق واليمن والصومال".