"ميشيل" مسحراتي عكا!

2016-06-21 | 09:38
views
مشاهدات عالية
"ميشيل" مسحراتي عكا!
يختلط صوت المسحراتي ميشيل أيوب وطبلته بصوت هدير موج بحر مدينة عكا قبيل ساعات الفجر، وهو ينادي "سبحان الحي القيوم، سبحان الدايم، إصحَ يا نايم"، الا ان المسحراتي هذا ليس كغيره، فهو مسيحي يريد مشاركة المسلمين شهرهم المبارك.
يبدأ ميشيل ايوب البالغ من العمر 39 عاما جولته الليلية في شوارع عكا اعتبارا من الساعة الثانية فجرا، منطلقا من حي الفاخورة القريب من البحر في عكا القديمة، مرتديا سروالا عربيا تقليديا مع شملة دمشقية تلف خصره ومسدلا على كتفيه كوفية ومعتمرا عمامة بيضاء.
وميشيل مسيحي كاثوليكي بدأ يسحر اهل بلدته المكر في شمال مدينة عكا وبلدة الجديدة المجاورة، ثم انتقل قبل 13 عاما لايقاظ الناس في مدينة عكا القديمة، وقد ازدانت احياؤها بالاضواء والعبارات المرحبة بشهر الصوم.
ويبدأ ميشيل مهمته بالبسملة يتبعها بموال "يا صايم وحد الدايم قوموا لسحوركم خلي رمضان يزوركم" وينتهي من التسحير مع اذان صلاة الصبح. وهو يتفنن في ارتجالات ابتهالية تشعر الناس بالخشوع والسعادة.
ويحرص ميشيل على ان يكون قبل الوقت المحدد لبدء عمله، كي لا يتاخر على الناس.
ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية "كنت اسمع وانا صغير عن المسحرين وعادة التسحير واجواء رمضان في قريتي، ورأيت انها بدأت تندثر، وكنت افكر طوال الوقت بفكرة احياء التراث حتى لا تنقرض هذه العادة".
وكان لميشيل فرقة عراضة للافراح لكنه بات يفضل مواويل السحور.
ويقول "اخذت على عاتقي اعادة تقليد السحور، وكانت مهمة صعبة، اصعب من العمل بالموسيقى".
ويضيف "انا انتظر رمضان بالدقيقة والثانية، وهذا ليس اختياري هذا اختيار الرب لي لهذه المهمة، فلي علاقة روحية بها لان الرب يسوع المسيح يبشرني بان اساعد اخي المسلم الذي يتكبد مشاق الصوم والعطش".
ويروي ميشيل أنّ جده لابيه كان كل يوم جمعة يستمع الى القران الكريم حتى الواحدة ظهرا، موضحا "تشربنا ذلك من البيت".
ويعمل ميشيل اصلا في التبليط والقصارة والبناء ويقول "تعودت ان اذهب متاخرا الى العمل في رمضان بعد التسحير، فانا احب ما اقوم به".
ويوضح "انا لا اقبل نقودا من الناس في مقابل مجهودي فهذا شهر كريم يعطينا من حسناته وانا اعطي مجهود 30 يوما لرب العالمين".
ويلاقي العكاويون تطوع ميشيل لهذه المهمة بالترحيب، ويردون على صيحاته ومواويله حين يمر في حاراتهم "الله يسعدك"، ومنهم من يخرج الى الشرفات لاعلامه بانهم استيقظوا للسحور.
وتخبر صابرة عكر (19 عاما) وهي تجلس مع عائلتها لتحضير طعام السحور "نحن ننتظر ميشيل بفارغ الصبر، نحن نحبه ونحب صوته كثيرا. كبرت وانا اسمعه".
وتقول صفية سواعد (36 عاما) "نحن فخورون به الله ارسله لنا لكي يبعث لنا هذه الاجواء الساحرة، وهو احيا تقليدا مات عندنا".
يصطحب ميشيل معه صبيا عربيا يدعى احمد الريحاوي ( 12 عاما) من اصول افريقية، وهو يلبس سروالا اسود، ويتناوب معه على الضرب على الطبلة الصغيرة.
ويقول ميشيل عنه "ارى فيه مسحراتي المستقبل فهو متعدد المواهب".
يعبر ميشيل خلال جولته كل ازقة مدينة عكا القديمة، هذه المدينة الكنعانية التي اسست قبل الميلاد بثلاثة الاف سنة، ويحيطها سور قديم جدد بناءه الحاكم الفلسطيني في العهد العثماني ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر.
ويبلغ عدد سكان عكا 53252 بحسب البلدية، 28,6% منهم عرب غالبيتهم من المسلمين.
 
اخترنا لك
بعد غارة "الجميجمة" صباح اليوم.. ادرعي يزعم
14:55
الامير الوهمي "ابو عمر" مرّ من بلدية بيروت.. وماذا عن رئاسة الحكومة؟
14:34
مصادر سياسية للجديد: "صرنا دافعين كتير وبعد ما شفنا شي" والمطلوب من لبنان حركة دبلوماسية أو بتعبير عامي" لازم نعمل لوبيينغ لكل اللي أنجزناه"
13:06
مصادر سياسية لـ"الجديد": رغم نجاح المرحلة الأولى من خطة الجيش وإشادة الدول الصديقة يواصل التصعيد الإسرائيلي بلا أي مؤشر للتفاؤل ما يجعل الكلام حبراً على ورق
13:01
مصادر سياسية للجديد: الجو الأمني والسياسي يبقى "مكانك راوح" فرغم جهود الميكانيزم والتعديل المدني المؤشر الأساسي يبقى الميدان وطالما استمر التصعيد الإسرائيلي لن يتحقق التقدم المرجو بمفهوم إسرائيل
12:59
مصادر سياسية للجديد: الوسطاء الدبلوماسيون ينشطون عبر الرؤساء الثلاثة للحصول على قرار إيجابي بشأن المرحلة الحالية من خطة الجيش لحماية لبنان من تداعيات التصعيد
12:58
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق