تمّت ترقيةُ حِزبِ اللهِ سياسيًا مِن مسيطرٍ على الحكومةِ اللبنانية الى لاعبٍ مقرّرٍ في الانتخاباتِ البريطانية ..وفي لحظةِ طموحٍ سياسيٍّ لوزيرِ الداخليةِ البريطانيّ المُحافِظ ساجد جاويد تقرّرَ توسيعُ حَظرِ حِزبِ الله ليشمَلَ جَناحَه السياسيّ علمًا أنَّ الحكومةَ البريطانيةَ كانت أولَ مَن أدخلَ مفهومَ التفريقِ بينَ الأجنحةِ العسكريةِ والأخرى السياسيةِ في حركاتِ المقاومة، عندما اقتصرَ حَظْرُها فقط على الجَناحِ العسكريِّ للجيشِ الجُمهوريِّ الإيرلنديِّ الذي كان يقاتلُ مِن أجلِ توحيدِ إيرلندا اليومَ صارَ حِزبُ الله ناخبًا في بريطانيا وباتَت محاربتُه وسيلةً لكَسبِ ودِّ اللوبي الصِّهيونيّ إذ إنّ جاويد هو أولُ مسلمٍ مِن أصلٍ باكستانيٍّ يتولّى وزارةَ الداخلية ولا يُخفي طموحَه الى الحلولِ محلَّ رئيسةِ الوزراءِ
تيريزا ماي المهدَّدةِ في مَنصبِها على خلفيةِ أزْمةِ البريكزت.فكيف لشخصيةٍ مثلِه أن تصلَ إلى هذا الموقِعِ رفيعِ المستوى من دونِ إرضاءِ ساكنِ البيتِ الأبيضِ واللوبي اليهوديِّ الفاعلِ في بريطانيا وكان لا بدَّ له مِن قضيةٍ يَصعَدُ على ظهرِها وزيرُ داخليةِ بريطانيا ..ومَنْ أقوى مِن اسمِ حِزبِ الله لتعليقِ النجوم ؟ لكنّ حِزبَ العمّالِ المعارِضَ كَشَف مراميَ الوزيرِ الطموح فطالبَه بتبريرِ قرارِه وأنه اتّخذَه بشكلٍ موضوعيٍّ وحياديٍّ وبناءً على أدلةٍ وليس بسبب طموحِه في الوصولِ إلى القيادة وخروجًا مِن أرفعِ القيادةِ الدبلوماسية كانت ابتسامةُ إيرانَ النووية تنسحبُ مِن شُرُفاتِ الخارجية وعَبَر تطبيقِ انستغرام فالصدمةُ التي أحدثتْها الاستقالةُ المفاجئةُ لوزيرِ الخارجية جواد ظريف، فعلَت فعلَها في المجتمعِ الإيرانيّ حيثُ سارعَ رئيسُ الجُمهورية حسن روحاني الى رفضِها وإذ ردَّ البعضُ هذه الخُطوةَ إلى الصراعاتِ الحزبيةِ الداخليةِ والانتقاداتِ اللاذعةِ من المحافظين، فإنّ ظريف نفسَه عزاها الى غيابِه عن الصورةِ التي جَمَعَتِ المرشدَ الأعلى للجُمهوريةِ الإيرانيةِ
علي خامنئي والرئيسَ السوريّ بشار الأسد في طِهرانَ بحضورِ قائدِ فيلقِ القُدس في الحرَسِ الثوريِّ الجنرال قاسِم سليماني. وبلغةِ " الانستا " نقلت
رويترز ردا عن حساب وهمي لروحاني نشر فيه الرئيس صورةً تَجمَعُه بوزير الخارجية مبتسمَينِ مصحوبًا بوَسمٍ فارسيّ يؤكّدُ أنّ " ظريف ليس وحدَه .. ظريف باق ٍ " وعلى مستوى " ظريفِ المالِ اللبنانيّ " فإنّ أولَ ردٍّ للرئيس
فؤاد السنيورة على مداخلةِ النائب
حسن فضل الله ومؤتمرِه الصِّحافيّ جاء لينطويَ على مواقفَ لاذعة ومعَ أنَّ
فضل الله لم يُقدِمْ مرةً على تسميةِ السنيورة فإنّ رئيسَ الحكومةِ السابقَ وأمينَ المال اكتَشَفَ نفسَه بنفسِه واتَّهم نائبَ حزبِ الله بأنه اعتلى مِنبرَ الوعظِ الكاذب وأدرجَ السنيورة ما سمِعَه في إطارِ حملةِ الافتراءِ والتضليلِ التي تُشَنُّ بأهدافٍ سياسيةٍ مُخطّطٍ لها ومحسوبة وليس لمحاربةِ الفساد والفاسدين وقال "من سخريةِ القدَرِ أنَّ المرتكبَ يحاولُ أن يَتّهمَ الآخرين بما تَفنّنَ هو في ارتكابِه". مبينّا ولكن من دونِ أوراقٍ رسميةٍ بأن مبالغَ الأحدَ عَشَرَ مِليارَ دولارٍ قد أُنفقَت على حاجاتِ الدولةِ اللبنانيةِ آنذاك وبموجِبِ القوانينِ المعمولِ بها، وتلبيةً لحاجات ِالمواطنين الخلافُ بينَ حِزبِ الله والسنيورة .. واقعٌ منذ زمن لكنّ تداركَ الخلافاتِ بين رئيسِ الجُمهورية ورئيسِ الحكومة على الصلاحيات هو ما نبّهَت له اليوم كُتلةُ المستقبلِ النيابية وقالت إنَّ العلاقةَ بينَ الطرفَين لا يَصِحُّ أن تكونَ محلَّ شكٍ أو جدلٍ وحذّرت من الرِّهانِ على المعاركِ المركبةِ حولَ الصلاحياتِ الدُّستورية . وبالدستور ومِن أرفعِ أبوابِه طعنت رئيسةُ الكُتلةِ الشعبية
ميريام سكاف في المجلسِ الدستوريّ ككل .. وبتقاعسِه واخفاقِه وتجاوزِه الادلةَ وركونِه الى مفرداتِ ال " قد " وال " ربما " بدلاً من سلوكِه طرقًا علميةً قانونيةً دُستورية لتبريرِ رفضِ الطعون. واتّهمت سكاف الدُّستوريَّ بأنه عاد الى مرجِعياتِه السياسية " ومِلتِّه " الطائفية في آخرِ أيامِ خِدْماتِه .