البلادُ بناسِها وقادتِها على بِرميلِ نُفاياتٍ متفجّر.. وحتى اللحظة فإنّ كلَّ الحلولِ تَسقُطُ فورَ شيوعِ مَطمرِها وإذا كانتِ الاتصالاتُ السياسيةُ قد نجَحت في إعادةِ فتحِ طريقِ الإقليمِ المؤديةِ إلى الجنوب.. فإنّ غداً لطريقِه قريب.. حيثُ المناطقُ اللبنانيةُ عَصيّةٌ على المرور الاجتماعُ البيئيُّ برئاسةِ سلام لم يَستوِ على حلٍّ صباحاً.. وتكرّرت الدعوةُ إلى اجتماعٍ وزاريٍّ آخرَ هذا المساءَ في السرايا التي يَهتزُّ رئيسُها على ورقةِ استقالة واستناداً إلى أجواءِ المساء يتحدّدُ مصيرُ جلسة ِالغد الحكومية.. التي لم تُلغَ بعدُ كما طالَبَ الاشتراكيّ عَبرَ الوزير
وائل أبو فاعور وفي مجملِ الطقسِ السياسيِّ والبيئيِّ المأزوم فإنّ أياً منَ الحُلولِ لم تُدوّرْ بعد.. معَ سقوطٍ لاقتراحِ رئيسِ بلدية عرسال علي الحجيري في نَقلِ النُفاياتِ إلى الجرد.. أولاً لأنّ نقلَها مُكلِفٌ جداً.. وثانياً لكونِ أبو عجينة يَسعى عَبرَ اقتراحِه لاستصدارِ سِجِلٍ عَدليٍّ لا نُفايات سياسيةً عليه.. بمعنى أنّه يريدُ أن يبيضَ صفتَحَه بكُومةِ "زبالة" والأغربُ من الحجيري هم الحجارةُ السياسيون الذين طَمَروا على أنباءِ التلزيمات بحيثُ أصبحت من الأسرارِ النَّووية.. ابتلعوا ألسنتَهم ولم يكاشفوا اللبنانيين بما يَجرى حول نُفاياتهم مِن صَفَقاتٍ وشركاتٍ وأطماعٍ مالية.. لَكأنَ رئيسَ حزبِ
الكتائب سامي الجميل يغرّدُ وحيداً بين حفلةِ نَصبٍ كبيرةٍ ويُطلقُ الصرخةَ في وادي ذئاب.. يطرحُ حلولاً عمليةً ويحوّلُ الصيفي إلى معملِ فَرزٍ للاقتراحات.. لكنّ كلَّ ما تبنّاهُ منذُ بَدءِ الأزْمةِ إلى
اليوم قادَه إلى عبارة "يا عيب الشوم" والعيب شمِلَ بشؤمِه الجميع: شرِكة.. أو حزباً أو تياراً سياسياً على حسابِ صِحةِ الناس.. وكلٌّ يَهدِفُ إلى تكبيرِ حِصتِه.. معلناً مافيا تُمسكُ بأموالِ اللبنانيين وتوجّه الجميل إلى المدّعي العامِّ التمييزيّ والمدّعي العامِّ الماليِّ ووزيرِ العدل لفتحِ كلِّ حساباتِ سوكلين ورفعِ السريةِ المَصرِفيةِ عنهم.. ومعرفةِ مَن هي الجهاتُ السياسيةُ المستفيدةُ مِن هذا المِلف.. وقال إنّ هذا امتحانٌ للقضاء.. وسنكونُ أمامَ كارثةٍ وفضيحةٍ ومَهزلةٍ في القضاءِ ما إذا كان غيرَ قادرٍ على المحاسبة ما يَنطِقُ به سامي الجميل هو التغييرُ والإصلاحُ عن بَكرةِ فسادِه كلامُ حقٍّ يُرادُ بهِ حقيقةٌ في زَمنِ الباطلِ السياسيّ.. حيث يَهابُ الزعماءُ فتحَ هذا المِلفّ لأنّهم في قعرِه.. منغمسون فيه وضالعونَ بأموالِه . تغييرٌ وإصلاحٌ سامٍ.. لا حُكمَ عليه.. ولم يَثبُتْ أنه لجنى الربحِ ولا المناكفةِ على جري مساراتِ الإصلاحِ المتبقّيةِ في
الوطن لكنّ هذه الصرخةَ لا تجدُ صداها.. وجلُّ ما تخشاه الحكومةُ هو الاستقالة على أنّ هذه الاستقالة إذا وقعت فهي لزومُ ما يلزم.. كما يؤكّدُ العلامةُ القانونيُّ الرئيس
حسين الحسيني الذي سأل عَبرَ الجديد: استقالةٌ ممَّن؟ ما دامت الحكومة مستقيلة وهي لتصريفِ الأعمال منذ ولادتِها.. وهي تُسمّى واقعيةً نسبةً إلى مبدأِ ألا فراغَ في السلطة