جلسةٌ ماراتونية وَصَلت صباحَ السرايا بمسائها/ وفيها وَضَع رئيسُ الحكومة نواف سلام الوزراءَ تحت "الإقامةِ الجبرية"/ حتى الانتهاءِ من "تشريح" قانونِ الانتظامِ المالي واستردادِ الودائع بنداً بنداً// وفي استراحةِ ما بينَ الشَّوْطَين/ أَفرج سلام عن الوزير بول مرقص "بكَفالةٍ إعلامية" لإطلاعِ الصِّحافيين على ما تم إنجازُه في الجُزء الأول من الجلسة/ حيث تَمَحورَ النقاشُ حول أساسياتِ القانون/ وتم الدخولُ إلى عُمق الأرقامِ المتعلقة بسيولة القطاعِ المصرفي/ وكُلفةِ تسديد الودائع وتوزيعِ الأرقام على جداولَ ماليةٍ بطريقةٍ محسوبةٍ بعيداً عن المجازَفة// وفي الجلسة جرى استحضارُ علاقةِ المديونيةِ بين الحكومةِ والحاكم/ بهدف رسمِ مسارٍ واضح لكيفية الانتظامِ المالي في الدولة// بعد استراحةِ الوزراءِ "المحاربين" انطلقَ الشوطُ الثاني/ حيث أُنهِكَ المشروعُ نقاشاً وتعديلاً/ لكنه لم يصلْ إلى خط النهاية/ معَ تحديدِ يومِ الجُمُعة المقبل موعداً لمتابعة دراسةِ مشروع القانون/ وبذلك تكونُ الحكومةُ قد سَجلتِ أطولَ جلَساتِها على مِقياس قانونٍ عُدَّ من أهمِّ القوانين بعد قانونِ النقدِ والتسليف الذي وُضع موضِعَ التنفيذ في ستِّينياتِ القرنِ الماضي// وقبل وضعِ نُقطةٍ على آخِر سطرِ النقاش/ وإحالةِ القانون إلى "حاضرةِ البرلمان"/ لتأمينِ"الملاءةِ التشريعية" وسَدِّ الفَجوةِ المالية/ خَضَع القانونُ لمشروعِ الفرز والضم فحرَّكَ الخلايا النيابيةَ المعترِضة/ ووَصلَ ذاتَ البينِ بين الثنائي المسيحي/ ومن دون انتظارِ نتائجِ "التحقيق" رمى رئيسُ حزبِ
القوات اللبنانية سمير جعجع "الحُرْمَ التشريعي" على القانون/ في حين وصفَ رئيسُ
التيار الوطني الحر جبران باسيل القانون بأنه نموذجٌ عن التخبط وعدمِ الرؤية في صياغة أيِّ مشروعٍ إنقاذيٍّ حقيقي// من جلسة السرايا الماراتونية إلى اجتماع اليرزة الاستثنائي/ حيث جمَعَ قائدُ الجيش رودولف هيكل أركانَ القيادة وقادةَ الوِحداتِ والأفواجِ العَمَلانية وعدداً من الضباط/ وقدَّم إليهم إحاطةً بآخِر التطورات التي يمرُّ بها
لبنان والجيشُ في ظِل المرحلةِ الاستثنائية الحالية/ وسَطَ استمرارِ الانتهاكاتِ والاعتداءات الإسرائيلية/ وفي جردةٍ لمراحلِ تطبيقِ خُطةِ الجيش/ أكد هيكل أن المرحلةَ الأولى شارَفَت على الانتهاء/ وأنه يَجري التقييمُ والدراسةُ والتخطيطُ بكلّ دِقّةٍ وتأنٍّ للمراحلِ اللاحقة ويأخذُ مختلِفَ المعطياتِ والظروفِ في الحِسبان/ مشيداً بتعاونِ وتضامنِ الأهالي في الجنوب/ أما زيارتُه
الأخيرة إلى فرنسا فوصفَها قائدُ الجيش بالإيجابية حِيالَ الأداءِ المُحتَرِف للجيش/ وهذا الأداءُ أصبح مَحلَّ ثقةِ الدولِ الشقيقة والصديقة رَغم الاتهاماتِ ومحاولاتِ التضليلِ
الإسرائيلية التي تهدِف إلى التشكيكِ بأداء الجيش وعقيدتِه// ومن تلك الأضاليلِ ما نَفَته قيادةُ الجيش في بيانٍ عن معلوماتٍ مغلوطة حول انتماءِ بعضِ العسكريين ووَلائِهم/ داعيةً إلى عدمِ الأخذ بالأخبار التي تهدِفُ إلى التشكيكِ بدورِ الجيش في هذه المرحلةِ الدقيقة// في شأنٍ آخَر تلقى رئيسُ الجمهورية جوزاف عون اتصالَينِ من الرئيسِ التركي والملك الأردني وبحث معهما الأوضاعَ الإقليميةَ والعلاقاتِ الثنائية/ وعدا عمّا تَقدَّم فإنَّ البلادَ دَخلت في "الصمتِ الميلادي".