طلقتان من الرمايات بعيدة المدى توجهها الصين الى الولايات المتحدة/ والعالم يتجه شرقاً/من التيك توك المؤرق للسجلات الاميركية الى الاتفاق السعودي الايراني على الاراضي الصينية/ فمن خلف سور الصين العظيم/ أعيد ترسيم الحدود الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية/./وعلى طريق من حرير افتتحت الصين الشعبية ممراً آمناً بين طهران والرياض/ بإنجاز الاتفاق وإعادة تطبيع العلاقات بين الجارين/ وبعد سبع سنوات عجاف من القطيعة أعادت مد الجسور المحروقة بين بلدين محكومين بحسن الجوار/./ لم يأت دور الصين العظمى الهجومي من فراغ/ بل على أسس سياسية واقتصادية عالمية كانت فيها الامبراطورية العملاقة تقف موقف المدافع قبل أن تتحول نداً للولايات المتحدة/ .. وبترحيب حذر نكّس البيت الأبيض علم القطب الواحد الذي يقود العالم/ وأصبح للشرطي الأميركي ضابط صيني/ حاز لقب لاعب الموسم/بتسجيله هدفاً في المرمى الأميركي مقابل لا شيء/./ أربعة أيام استطاع من خلالها التنين الصيني/ أن يبعث بنيران التوافق ويعيد الحرارة إلى خطوط التواصل بين الجمهورية والمملكة/ وبأربعة أيام شطب تاريخاً من تأجيج الصراعات بين إيران ودول الجوار/ حيث جعلت الإدارات الأميركية المتعاقبة من إيران فزاعة لدول الخليج وباعتها أوهاماً لأمن بلغت كلفته مليارات الدولارات/./ أما من أصيب بمقتل من شظايا هذا الاتفاق فكانت إسرائيل/ حيث لم تستطع قبتها الحديدية إسقاط ردود الفعل العربية والغربية والدولية المرحبة بعودة المياه السعودية الإيرانية إلى مجراها الطبيعي/وانعكاسها الإيجابي على ملفات الشرق الأوسط/ وقد أجادت صحيفة يديعوت أحرونوت حين عنونت أن الاتفاق بصقة في وجه إسرائيل/ أما جيروزاليم بوست فنشرت تقريراً أشبه بورقة نعي لكل أشكال التطبيع مع تل أبيب/ إذ نقل التقرير أن وعد نتنياهو بتوقيع معاهدة سلام مع المملكة ارتد اتفاقاً بينها وبين إيران /وأن الاتفاق أجهز على أمل التطبيع بين إسرائيل والسعودية/ وألغى إقامة تحالف خليجي إسرائيلي بوجه إيران/ فيما رأت جامعة تل أبيب في الاتفاق رسالة إلى إسرائيل مفادها أن حلمها بالتحالف مع دول المنطقة/ غير قابل للحياة ولم يكن في الأصل قابلاً للحياة/فيما رأى رئيس حكومة الاحتلال السابق يائير لابيد أن الاتفاق يهدم حائط الدفاع الأول ضد إيران/ وفيه اعتبر وزير الحرب السابق بني غانتس أن نتنياهو ألغى أمن إسرائيل وأمن مواطنيها/./ وفيما العالم يراقب الفوضى في إسرائيل والتي ستؤدي حتماً إلى الانفجار الداخلي بحسب ما انتهى إليه التقرير/ فإن الاتفاق ضخ جرعة أوكسجين في الرئة اللبنانية/وقد يؤتي نتائجه كعلامة "راشّا" في الملف الرئاسي اللبناني بعد أن يؤدي المسؤولون اللبنانيون فروضهم الدستورية عبر ممارسة اللعبة الديمقراطية بوجود مرشحين معلنين(2) على الأقل/ لكن المسؤولين أنفسهم جل ما يتقنونه ألاعيب بهلوانية على مسرح أحد عشر جلسة كان التعطيل لانتخاب رئيس سيد نصابها/./
تبعات الاتفاق الإيراني السعودي على الملف اللبناني لن تكتمل أبجديتها في المدى المنظور/ لكن أحرفها الأولى/ قد تكتب في اول مؤتمر لمرشح الثنائي سليمان فرنجية الاسبوع المقبل وقد نفت أوساطه ظهوره الليلة على محطة الشرق الإخبارية السعودية .