لو كانت ليلة ميلاده في هذا العصر / لولد المسيح بين الركام/ ولاحقته الطائرات الحربية حتى المذود قبل أن يخرج على الصليب/ مبشرا بالخلاص/./ في ليلة الرجاء/ ما من نجمة في السماء سطعت لتنير درب القوافل إلى المغارة/ وقد غطى دخان الصواريخ والقذائف السموات السبع وحفر في سابع أرض/ ومن صلبوا كل نبي /قتلوا الأعياد وفرحة الميلاد/في مهد السيد المسيح/ حيث الحزن لم يترك متسعا للفرح في بيت لحم/ وكنيسة المهد طوقتها البنادق وحاصرتها المجنزرات وأغلق الاحتلال الدروب المؤدية إليها/./ لا مظاهر احتفال في كنيسة بيت لحم المحاصرة كقدس فلسطين وأقصاها/ ومكان شجرة الميلاد ارتفع مجسما من أنقاض وركام يحاكي دمار قطاع غزة/ واستبدلت أناشيد العيد بالقداديس والصلوات على نية القطاع الدامي/ والقرار هذا نابع من قلب يضخ الدم المسيحي ليجري في عروق المسلمين/ بين من هم أبناء هذه الأرض وأبناء القضية/./ وعن الحرب بالطريقة التي تشنها إسرائيل على غزة رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في حديث للجديد أن غايتها قتل القضية الفلسطينية وكل حل لأجل هذه القضية: من حق العودة إلى حل الدولتين/./ أما وقد دخلت الحرب على القطاع يومها التاسع والسبعين على الصمود الأسطوري للشعب والمقاومة في محافظات غزة من شمالها إلى جنوبها مرورا بوسطها وصولا إلى ضفة فلسطين الغربية المفتوحة جروحها على الإعدامات والاقتحامات والاعتقالات/./
والمقاومة بنسختها اللبنانية لليوم التاسع والسبعين/ فرضت على الاحتلال إغلاق مستوطناته حتى إشعار آخر/ بعدما أصابته بعمى المراقبة/وجعلت كل متحرك عند الحدود وخلفها هدفا لنيرانها/ فيما جيشه يتمادى في استهداف منازل المدنيين ويفتح خطوط نار في العمق الجنوبي/./ وعلى الرغم من ذلك فرضت أجواء الميلاد نفسها على القرى الحدودية/ فقرعت الأجراس وسارت المواكب وارتفعت الأناشيد وارتدى الأطفال ثياب العيد وغنوا "جايي الليلة يسوع"/وحملوا أمنياتهم لسانتا كلوز/ وفي مشهد افتراضي/ وصل سانتا كلوز إلى غزة / بحث عن الأطفال فلم يجدهم/ لكنه تلقى رسائل من أطفال العالم تتحدث بلسان عشرة آلاف طفل شهيد في قطاع غزة/ وفيها: عزيزي سانتا كلوز لا تمر على القطاع فقد دمروا كنيسته واصطادوا المؤمنين برصاص القنص بعد أن حولوا المعمداني إلى بحيرة دم/ كذبوا علينا وقالوا اذهبوا إلى أماكن آمنة وعندما شردونا من دفء بيوتنا قتلونا/ عزيزي سانتا نحن أطفال غزة/ نشتهي قطعة حلوى/ وداخلنا يحترق لشربة ماء/ أغمضنا أعيننا كي نحلم بوجبة غداء أو أقله بقطعة خبز/ كي نهدىء الحرب الدائرة في أمعائنا/
عزيزي سانتا كلوز/ لا ندري لما صرخ آباؤنا وقالوا "سامحونا يابا"/ فلطالما كنا نطلب منهم السماح بعد شقاوة/ لكننا وقد تركنا أجسادنا على الأرض/ صرنا طيورا في الجنة / نراقب طيور الظلام وهي تمعن في نهش الأجساد/./ ولكن أتعلم يا عزيزنا سانتا كلوز/ فنحن لم نعد نخاف من الأشباح ومن الغول المنسوج من حكايات الجدات كي نحسن التصرف/ لكننا اليوم نرى الغول وهو يقنص قاتلنا/ والأشباح يخرجون من باطن الأرض ويقاتلون الوحش من فوقها/./ هذه الليلة لا تأت إلى غزة/ فسماؤها جهنم / وأرضها جحيم/./ رافقتك السلامة/.