مقدمة النشرة المسائية 10-02-2024

2024-02-10 | 14:13
مقدمة النشرة المسائية 10-02-2024

مقدمة النشرة المسائية 10-02-2024

لا تَعرِفُ هند قواعدَ الحرب, ولا هي قَرَأت صفَقاتِ التهدئة, أَقامت أُسبوعينِ في حِضنِ الأهل البارد، وعَايَنت جُثثَهم داخلَ سيارةِ إسعاف.. استَغاثتْ بالصليبِ الأحمر، وماتَ هاتفُها المحمول قبل أنْ تَصلَ فِرَقُ النَّجاة/ وباثنَيْ عَشَرَ نهاراً معَ ليلِها المتجمِد, استَسملتِ ابنةُ الستِّ سنواتٍ التي دَوّى صوتُها في أَصقاع العالَم مناشِدةً المُسعِفةَ بعبارة "تعالي خذيني"/ واختار نتنياهو أنْ يأخُذَها الى حيثُ اصطَحبَ ثلاثينَ أَلفَ فلسطينيٍ، ومليونٌ ونِصفُ مِليونٍ يَنتظرون المصيرَ نفسَه في رفح التي بدأت بتلَقِّي أُولى جُرْعاتِ الموت على طريق الإبادة/ ولم تكنْ هند رجب سوى عَيِّنَةٍ واحدة من الذين لا صوتَ لهم, يَسمعُهم العالمُ الخارجي، لكنْ لا أحدَ يضعُ الآلياتِ الانقاذيةَ, ويُكتفى فقط بالتبليغِ عن الحالة/./ فمعَ بَدءِ الحربِ على رفح يَأمرُ نتيناهو باخلاء هذه المنطقة من دون ان يكونَ لهم أيُّ بديلٍ للّجوء، ما يعني أنّهُ قَرَّر سَحقَ سكانِ رفَح حيثُما استطاعت آلتُهُ الحربية، متجاوزاً بهذا القرارِ اتفاقيةَ كامب ديفيد معَ جُمهوريةِ مِصرَ العربية، والتي تنُصُّ بنودُها على عدمِ دخول قواتٍ مدرعةٍ أو مدفعياتٍ أو مجنزراتٍ للمنطقة، ما سيُعَدُّ اختراقاً إسرائيلياً واضحاً لمعاهدةِ السلام واتفاقيةِ المعابر/ غيرَ أنَّ المجتمعَ الدَّولي يقفُ عند معابرِ المصطلحاتِ القلِقة ولا يحرِّكُ آلياتِه لمنع اسرائيل من ارتكابِ الابادة الثانية في رفح، وكبرى التصريحاتِ جاءت من واشنطن عندما قال منسقُ الاتصالاتِ الإستراتيجية لمجلسِ الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "أيُّ عمليةٍ عسكريةٍ كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظِلِّ هذه الظروف، ومعَ وجودِ مِليونٍ ونِصفِ مليون فلسطيني يلتمسونَ اللجوءَ ويبحثونَ عن مأوىً في رفح من دون إيلاءِ الاعتبارِ الواجب لسلامتِهم.. ستكونُ كارثةً، ولن نؤيدَها"/./ كَتبَ كلماتِ هذه الاغنيةِ الأميركيُّ ولَحَّنَها الاوروبي جوزيب بوريل الممثلُ الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والذي ذَرَفَ الدموعَ على المِليون ونِصف المليون ممن سيواجهون المجاعةَ في رفح حيث لا مكانَ آمناً يذهبونَ اليه/ وزادت رئيسةُ لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون, على المشهد بضعاً من دراما التصريحاتِ المُبْكية عندما قالت إنّ اسرائيل تنتهكُ حقوقَ الأطفال في قطاع غزة بشكلٍ خطير وعلى مستوىً نادرٍ لم يشاهَدْ مثلُهُ في التاريخ الحديث/ لكنْ وبكلِّ ما تَقدم، فإنَّ الاميركيَّ لا يزالُ يقدِّمُ الدعمَ لاسرائيل ويدُهُ جاهزةٌ لرفع الفيتو في مجلسِ الامنِ بأيِّ لحظة، أمّا الاوروبيُّ فلم يهددْ تل ابيب بخُطوةٍ واحدة تعزلُهُ عن محيطِه، فيما تَلتزمُ اللجانُ الامميةُ وجميعاتُها مستوى الحذَر في التعاملِ مع اسرائيل التي لَقَّنتِ العالَمَ درساً في عِقاب الاونروا/ ومع انسحابِ العالَمِ من مسؤولياتِه تُجاه غزة، لن تجدَ رفح سوى مقاومتِها، فيما قررت مصر نشْرَ نحوِ أربعين دبابةً وناقلةَ جُندٍ مُدرَّعةً شمالَ شرقِ سيناء قبل توسيعِ الإحتلال عملياتِه العسكرية لِتَشْمُلَ مدينة رفح تخوفاً من احتمال إرغامِ الفلسطينيين على النزوح جَماعياً من القطاع/ والقرارُ المِصريُّ هذا يبرّر نفسَه بنفسِه من أنّه يَخشى النزوحَ وليس ابادةَ مِليونٍ ونِصف مليونِ فلسطيني/ واذ تتقدمُ اسرائيل الى رفح فإنها على الجبهةِ الجنوبية تَقدمت الى مشارفِ بيروت مع وصولِ صواريخِها نحو جدرا التي تربِطُ صيدا بالعاصمة، اي على بُعدِ خمسةٍ وستينَ كيلومتراً من الحدودِ الجنوبية/ وقالتِ المعلوماتُ إنَّ المسؤولَ المستهدفَ في حماس باسل صالح نجا بأُعْجُوبةٍ بعدما تَمكَّنَ من القفزِ من السيارة عند اولِ غارة/ وصالح القياديُّ في كتائبِ القسام هو مسؤولٌ عن تجنيدِ مقاتلينَ للقسّام في الضِّفةِ الغربية قبل الحرب وعمِلَ تحت إشرافِ عزّام الأقرع الذي تمَّ اغتيالُه معَ الشيخ صالح العاروري/  وتوَسَّعَ القصفُ هذا المساء ليستهدفَ مواطنينَ خَرجوا من المسجد بعد الصلاة في بلدة حُولا حيث سقطَ شهداءُ وجرحى بينهم اطفال/./ وعلى كلِّ هذا التصعيد أَبلغ الايرانيُّ الطرفَ اللبنانيّ ضرورةَ التهدئةِ وعدمِ الانجرارِ وراءَ حَماقاتِ نتنياهو او منحِه فرصةَ النصر. وقالت معلوماتُ الجديد إنَّ الوقتَ الأطولَ الذي قضاهُ وزيرُ الخارجية حسين امير عبد اللهيان في عين التينة مع الرئيس نبيه بري تخلَّلَهُ تشاورٌ في المقترحاتِ والحلولِ والمبادرات لا سيما تلك التي تُطرَحُ على لبنان في سبيل تخفيضِ منسوبِ الحرب والوصولِ الى ضِفة التهدئة سواءً عبر الموفدين الغربيين او الوسيطِ الاميركي. ولاحظتِ المصادرُ انَّ طرفَيْ ايران واميركا يتحدثانِ بمقاربةٍ مشتركة.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق