بعد فشلِ أهدافِ "قِمة النار" على الدوحة/ شَنت
إسرائيل حملةَ "قرعِ الأجراس" في صنعاء/ وبالنارِ ودُخانِ الحرائقِ المنبعثِ من معسكراتِ أنصارِ الله الحوثيين/ أرادتِ التعميةَ وصرفَ الأنظارِ عن عدوانها على أولِ دولةٍ خليجية وضَعتها في دائرة الاستهداف// وعلى ارتداداتِ الضربةِ الأولى التي هزَّت القُطْرَ الخليجي من قطر/ تدرَّجَتِ الردودُ ومعها الإجراءات/ احتفظتِ الدوحة بحقِّ الرد بالقانون/ وأمام ما يمارسُه بنيامين نتنياهو من إرهابِ دولةٍ لزعزعة الاستقرار في الإقليم تساءلت هل سيعيدُ نتنياهو تشكيلَ الخليج من ضِمنِ تشكيلِ الشرقِ الأوسط الجديد؟// هي ضربةُ الغدرِ والطعنِ في الظهر لدولةٍ وسيطة/ ما كانت لِتَقَع/ لولا الرضى الأميركي/ في وقت كانتِ الدوحة منشغِلةً في "التقريب" بين المتفاوضينَ على إنذار ترامب الأخير لحماس: "اقبَلوا المقترحَ المطروح أو واجِهوا العواقب"/ فهل نَصَبَ ترامب هذا الفَخَّ لحماس/ على نية إنْ نجَحَ القضاءُ على قادةِ صفِّها الأول يحصدُ الانتصارَ تماماً كما حصلَ في الضربةِ على
إيران؟// كان بإمكان الرئيسِ الأميركي وبدلاً من تفعيلِ خطوطِ الهاتف عبر المحيطاتِ لإنذارِ قطر/ أن يوعِزَ لقاعدةِ "العديد" بالدفاعِ عن الدولةِ المضيفة لأكبرِ قاعدةٍ أميركيةٍ في المنطقة/ تماماً كما فَعلَ حين أمَرَ نتنياهو بإعادة سِربِ الطائراتِ
الإسرائيلية غَداةَ الاتفاقِ على وقفِ إطلاقِ النار معَ طهران/ لذا سَقطت روايةُ القصفِ الأُحاديِّ الجانب/ وتبريرُ ترامب لم يتضمَّنْ إدانةً للفِعل الإسرائيلي// ما جرى يؤشّرُ إلى أنَّ كلَّ الأضواءِ خضراء/ ولا خطوطَ حمراءَ أمام نتنياهو/ وهو إشارةٌ إلى أنْ "لا خيمةَ فوق رأسِ أيِّ دولة"/ وأنَّ قوةَ إسرائيل من عدمِ التضامنِ
العربي / والنيرانُ لم تَعُدْ تُحرِقُ موضِعَها / فهل حان الوقتُ للانتقالِ من منطقة الأقوالِ إلى مربع الأفعالِ وأبسطُها قطعُ العلاقاتِ مع إسرائيل/ وسحبً السفراء/ والتهديدُ بالانسحاب من الاتفاقياتِ الإبراهيمية واللائحةُ تطول/ وما بعد قطر مَن التالي؟// وعلى مبدأ "أمرُهُم شُورى بينهم"/ ومن مجلسِ الشُّورى/ ادان وليُّ العهدِ السعودي
محمد بن سلمان الاعتداءَ على قطر وطالب بتحركٍ دولي لمواجهة العدوانِ الإسرائيلي/ وأعلن مساندةَ
سوريا لضمانِ وَحدةِ أراضيها/ وأمَلَ أن يتحققَ الاستقرارُ في لبنان/ وثَبَّتَ هُويةَ غزةَ وأرضِها
الفلسطينية وحقُّ أهلِها ثابتٌ لا ينتزعُه أيُّ عدوان/ وأعاد المبادرةَ
العربية للسلام إلى مسارها لإقامة الدولةِ الفلسطينية// وانضمَّتِ الإمارات بالفِعل لا بالقول بزيارةِ رئيسِ الدولة الشيخ محمد بن زايد للدوحة/ ومِن على أراضيها ادانَ الاعتداءَ السافر/ ووصَفَه بأنه يشكلُ انتهاكاً لللسيادة القَطَرية والقوانينِ الدوليةِ كافةً ويقوِّضُ أمنَ المنطقةِ واستقرارَها// وبانتظار الإجراءاتِ العقابية وما ستسفرُ عنه القِمةُ العربيةُ والخليجيةُ الطارئة يومَ الإثنين المقبل/ يستعدُّ
لبنان لاستقبالِ الموفدَيْن السعودي يزيد بن فرحان والفرنسي جان إيف لودريان/ وإلى حينه/ استَقبلَت محطةُ الجديد صديقَ الجديد والإعلاميين قبل أن يصبحَ وزيرَهم و"حمّال أسيّتهم"/ فوزيرُ الإعلام بول مرقص/ الذي وقفَ إلى جانب الجديد في معاركِها دفاعاً عن حريةِ الصِحافة/ دخلَ الجديد للاستماع "إلى إفادتِه"/ بخصوصِ الملاحظاتِ المفَبركة والمنسوبةَ إليه زُوراً فيما يخصُّ التعديلاتِ على قانونِ الإعلام الجديد والمطروحة على اللجنةِ الفرعية لمجلس النواب/ وانتهى "الاستجوابُ" ببراءةِ الوزير من كلِّ الاتهامات.
والعزفُ المنفرد على "قانونِ" الإعلام سَقط بمرورِ "الكذبة" وثمةَ مَن لا يزالُ يعمل "بالدكتيلو" في الغرفِ السوداء ويفبركُ ملاحظاتٍ منسوبةً لوزيرِ الإعلام و"يدسُّها" من خارج القانون في مَتنِ الاقتراح / والخِدعةُ لم تَنطَلِ عليه لأنَّ "المايسترو" طالع من كتب القانون والحقوق/ وزمنُ سوق الكلمةِ الحُرة "بأصفادِ" السياسةِ إلى زنازينِ التحقيق سَقَط بمرورِ الزمن.