رسمتِ الدوحةُ في اجتماعها التحضيري ملامحَ بيانِ قمتها الطارئة/ ومن "هتكِ" سيادتها دقت جرس الإنذار من أن أحداً لن يكون بمنأى عن الخطر الإسرائيلي/ وإن تُركت
إسرائيل لن تقفَ عند حد/ وهذا هو بيتُ القصيد/ في كلام رئيسِ وزرائِها أمام وزراءِ الخارجية العرب والمسلمين /حين دعاهم إلى اتخاذ إجراءاتٍ ملموسةٍ ضد إرهاب الدولة الذي تمارسُهُ إسرائيل/ والذي يهددُ الأمنَ الإقليميَّ ويقوضُ فرص السلام// ولكن على من تقرأ قطر مزاميرَها؟ في وقت دخلت فيه حربُ الإبادة والتجويع والتهجير على غزة عامها الثاني /ولم تجرؤِ الأنظمة
العربية والإسلامية على كسر الحصار عن القطاع/ فهل عندما يصلُ "الموس" إلى رِقابهم سيتحركون؟/ وهل ستكون قمة الدوحة استثنائيةً أيضاً في قراراتها ؟ وتتخذ إجراءاتٍ عملانية// كل التمنيات وعلامات الاستفهام سقطت بضربة مسودة البيان القاضية/ التي حصلت عليها الجديد/ وتبين أنها استنساخٌ معجل مكرر لقاموس الإدانة والتعاون والتضامن/ والتأكيد والقلق والشجب /والعرض والطلب ورمي العجز على مجتمع دولي أثبت عجزه في محاسبة إسرائيل//
اليوم الدوحة/ بعد غزةَ وبيروتَ ودمشقَ وصنعاء/ وغداً قد تنضم عاصمة أخرى إلى اللائحة/ لأن إسرائيل ومن البريد القطري العاجل بعثت لكل دول المنطقة رسالةً مفتوحة من أن لا خطوط حمراً لديها/ وقالتها علانيةً أن لا عواصم "عازلة" أمام مشروعِها التوسعي وأوهامِها الكبرى// من أمام حائط المبكى في القدس المحتلة جاء الرد العاجل على قمة الدوحة بعربها ومسلميها/ وهناك وقف
وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو مرتدياً القلنسوة اليهودية مؤدياً طقوس الانتماء إلى الأصول الصهيونية/ ومشهد
الثنائي نتنياهو روبيو جنباً إلى جنب كان كفيلاً برسم خطوط الزيارة العريضة وضرب مقررات قمة الدوحة عرض "حائط المبكى"/ وعليه وقّع روبيو خطة تهجير الغزيين و إعطاء نتنياهو صك براءة عما يقترفه في القطاع من جرائمَ للقضاء على حماس كذريعةٍ مطاطة لإنهاء الحرب/ وليس غريباً بالتزامن مع الزيارة أن يشهد اليوم أعنف الغاراتِ على أبراجِ غزة وعشرات مراكز الإيواء لتهجير السكان من قلب المدينة وحشرِهم في الجنوب// روبيو حمل رسالة واضحة لتل أبيب من أن كل ما تفعله الحكومة
الإسرائيلية لن يغير طبيعة العلاقة القوية والراسخة معها/ ونتنياهو أدمن الحروب على نصر مطلق في الخيال/ وبينهما نشرت وول ستريت جورنال أن إسرائيل تكَسبُ الحربَ لكنها تخسرُ العالمَ وحربُها على غزة أضعفتِ التعاطفَ العالمي معها وعرّضتها لأن تصبح منبوذة/ وهذه شهادةٌ للتاريخ.//