غَرِقَ
لبنان "بشِربة مي"/ وجَرفَتْ سيولُ التواصلِ الاجتماعي تعليقاتٍ جَعلت للمياهِ لوناً وطَعْماً ورائحةً حزبية وطائفية/ لكنَّ المياهَ سَلَكت مجاريها نحو الفحوصِ المِخبرية بعيِّناتٍ مُستَقاةٍ من ينابيعِها ومستَخرَجةٍ من عُبْواتِها المعبَّأة/ والقضيةُ باتت في عُهدة السلامةِ العامة وتحتَ وصايةِ الوَزاراتِ المختصة/ وتأكيدِ الشركاتِ المعنية التزامَها بالتعاون مع الجهاتِ الرسمية/ وبالتالي لا داعِيَ للهلع ولا لحروبِ طواحينِ "المياه" الافتراضية// وعلى أرضِ الواقع/ قَطع المِلفُّ السوريُّ اللبناني بشِقِّه المتعلقِ بالموقوفين السوريين في سِجن رومية أشواطاً ملموسةً نحو صياغةِ بنودِ اتفاقِ تعاونٍ قضائيٍّ قائمٍ على احترام القانونِ وسيادةِ البلدين/ وفي بنودهِ: الاتفاقُ مع الجانبِ السوري على تسليمِ المعلوماتِ كافةً عن الاغتيالاتِ التي حَصلت في لبنان إبَّانَ النظامِ السابق/ إضافةً إلى تسليم الفارِّينَ من العدالة في لبنان إلى سوريا وتسليمِهم للسلُطاتِ اللبنانية// وكما في
القضاء كذلك في السياسة إنما على خط باريس بيروت/ وربطِه برسالةٍ وجَّهَها الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس جوزاف عون حيَّاهُ فيها على القراراتِ الشُّجاعة لتحقيق حصريةِ السلاح بيد القواتِ الشرعية اللبنانية/ وابلَغَه من خلالها بتصميمِه على تنظيمِ مؤتمرَينِ لدعم لبنان في نهايةِ العامِ الجاري، الأول لدعم الجيشِ اللبناني والقواتِ المسلحة/ والثاني لنهوضِ لبنان وإعادةِ الإعمار/ وتحقيقُ الهدفِ الثاني دونَه عَقَباتٌ في ظِل استهدافِ إسرائيلَ المتواصل لجهودِ الإعمار من خلال التدميرِ المتعَمَّد للوسائل من مُعَداتٍ وآليات كما حصلَ أخيراً في المصيلح/ وهو ما يحصُلُ أيضاً في
قطاع غزة حيثُ تَمنعُ إدخالَ الآلياتِ لإزالة الركام والبحثِ عن رُفاتِ أسراها وآلافِ المفقودين تحت الأنقاض/ وفي أولِ خرقٍ إسرائيلي لاتفاق ترامب أَغلَقت مَعبر رفح ومَنعَت دخولَ المساعدات بذريعةِ التأخُّر في تسليم جثامينِ الأسرى/ وربطاً بالنهار الاستعراضي الذي امتدَّ من تل أبيب إلى شَرْمِ الشيخ/ ومعَ طيِّ صفحة الحرب الدامية على غزة/ فُتحت صفحةٌ جديدةٌ مليئةٌ بالتساؤلات حول مستقبل الترتيبات الإقليمة والدورِ
الإسرائيلي وحدودِ النفوذِ الأميركي في صياغة مَسارِ السلام بحَسَبِ صحيفة هآرتس/ ومن علاماتِ الاستفهام حول الاندفاعةِ الأميركية أنَّ الرئيس
دونالد ترامب جعلَ من مشروعِهِ للسلام بالقوّة مِنصةً انتخابية/ ومِثلهُ فعلَ نتنياهو الذي سيُجيِّرُ استرجاعَ الأسرى في الانتخاباتِ المقبلة/ وهو لم يَنضَمَّ إلى قِمة شَرْم الشيخ كي يتفادى مصافحةَ الرئيسِ الفلسطيني محمود عباس ويحافِظَ على تماسكِ ائتلافِه اليمينيّ/ فهل يصمدُ اتفاقُ السلام الموقَّع بالدمِ الفلسطيني؟/ وأيُّ سلامٍ سيعمُّ المنطقةَ وقد سَقَط حلُّ الدولتينِ واستُبدِل الاعترافُ بالدولة
الفلسطينية بالسلام الإبراهيمي// في الطائرة التي أقَلَّته إلى المنطقة راوَغَ ترامب لدى سؤالِه عن حلِّ الدولتين وقال: البعضُ يؤيدُ الدولةَ الواحدة والبعضُ الآخَرُ يؤيدُ حلَّ الدولتين وأنا لن أعلقَ على ذلك/ فهل يَستديرُ لاحقاً كعادته؟ لأنَّ السلامَ الذي يَنشُدُه لا يتحققُ بلا دولةٍ للفلسطينيين والطريقُ إلى "نوبل" تمرُّ بفلسطين// "والسلامُ بينَكم.. أو السلامُ عليكم.