حلتِ البركة على
الأرض المباركة/ وقبل الأرض/ استقبل ماءُ السماء الآتي
باسم السلام// وَطِىءَ البابا أرضَ لبنان/ وقلما نرى الأمل يسير على قدمين/ لكننا ونحن نستقبله بكت القلوبُ فرحاً قبل العيون// قبل ان يشق طريقه بين الجموع/ مشى الوطنُ إليه/ وعلى الخبز والمِلح اتحد البلد المسبيُ بالحرب والنزاع مع الكرسي الرسولي/ وفي حُلمِ اليقظة/ عاش اللبنانيون لحظات/ في وطنٍ يريدونه على صورة هذه اللحظات/ تركوا هوياتِهم "القاتلة" الطائفية والمذهبية والحزبية في بيوتهم/ انتظموا عفوياً/ ووقفوا وقفةَ رجلٍ على قلبٍ واحد لاستقبال الحبر الأعظم// واحدٌ وعشرون طلقةً ترحيباً من بوابة
العاصمة الجوية إلى برِها المطرز بالأعلام
اللبنانية وأعلامِ الفاتيكان/ اصطفت الجموع/ و" يا هلا ومرحب" في الضاحية الجنوبية "عاصمةِ" الجُرحِ المفتوح/ حيث مر موكبُ البابا كمرورِ النسيم على أعتابِها/ وحيث العيون التي أحدثتها الصواريخُ في المباني صلّت ورمت السلام// سقط الجنوب من جدول أعمال الزيارة لعلة ضيق الوقت من ضمن علل الأمن/ حيث لن يختبر الحبر الأعظم طريق الرسل على أرض البشارة/ ولن يمر من صوب قانا الجليل وأولى معجزات السيد المسيح/ وحيث الموت لا يزال أخضراً / بقي الجنوب خارج المشهد/ لكنه
اليوم كان قِبلة الصلاة/ نفض غبار الحرب ولو مؤقتاً/ وعلى ضلوع الإسمنت المكسورة في كنائسه/ علق صور البابا/ وفوق الركام أقام له استقبالاً افتراضياً/ وأرسل له "حبة من ترابه" // وأحداً من المتقاتلين بحرب البيانات/ لم تستوقفه لحظة الفرح المنقوصة// انتهى يوم الاستقبال الشعبي (بهياكل بعلبك) عند أدراج بعبدا/ بعرض فولكلوري تقدمته الدبكة البعلبكية ورقصة الخيول/ قبل أن يتقدم "فرسان" السياسة المشهد/ ويعقد البابا لاوون خلوات مع
الرؤساء الثلاثة كل على حدة/ تلتها كلمةٌ لرئيس الجمهورية جوزاف عون/ حملّه فيها رسالة لكل
العالم بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم بل سنظل هنا نستنشق الحرية/ مضمناً فيها إشارة إلى أن بقاء هذا اللبنان هو شرطٌ لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أبناء إبراهيم كافة// وفي كلمته الجوابية/ قرأ رأس الكنيسة الكاثوليكية وصاياه التي انتظرها وسمعها كل من حضر من رؤساء الكتل النيابية برز فيها وفد كتلة الوفاء للمقاومة / إلى رؤساء
جمهورية وحكومة سابقين باستثناء الرئيس
نبيه بري وحده رئيساً لمجلس نواب لا شريك له/ إضافة إلى وزراء حاليين وسابقين وسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات روحية وإعلامية/ وأمامهم مجتمعين قال البابا إن ﺻمود اللبنانيين ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﯿزة ﻻ يمكن اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋنها ﻟﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟﺴﻼم اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﯿن وﻋﻤﻞ اﻟﺴﻼم ھو ﺑداﯾﺔ ﻣﺘﺠددة وﻣﺴﺘﻤرة/ وما لم تعالج الجراح ويتم العمل على شفاء الذاكرة وعلى التقارب/ فمن الصعب السير نحو السلام/ وأضاف أﻧﺘم اﻟذين ﺗﺤﻤﻠون اﻟﻤﺴؤوﻟﯿﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠفة، لكم ﺗطويبة ﺧﺎﺻﺔ إن اﺳﺘطعتم أن ﺗﻘدموا ھدف اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء//أنهى البابا يومه الأول/ بخبز من جبل لبنان/ وملح من شماله/ وتراب من الجنوب/ وطوبى لفاعلي السلام//