ما قبلَ الاستقلالِ وما بعدَ الاغتيال فإنَّ الأمورَ مكانَك راوِحْ// وباستثناءِ تثبيتِ زيارةِ الحَبرِ الأعظم إلى لبنان/ وعدمِ تأثُّرِها بالضغط
الإسرائيلي المرتفِع/ فإنَّ كلَّ الحلولِ مؤجَّلةٌ/ ومعقودةٌ على طرفَينِ لا ثالثَ لهما: الإيرانيُّ والأميركي// وفي الوقتِ الضائع/ ضَرَبتِ الخارجيةُ المِصرية موعِداً معَ بيروت/ بهدفِ إجراء عصفٍ فِكري لرسم اتفاقِ إطار/ ربما وُضِعَ رسمُه التشبيهي في جوهانسبورغ بلقاء وزيرِ الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيرَيهِ الفرنسي والسعودي على هامش قِمة العشرين / وإلى أنَ "يطلع البدر" علينا/ فإنَّ الإشاراتِ استَبَقَتِ الزيارة/ على مُقتَرحٍ مِصريٍّ مَبنِيٍّ على وقفِ إطلاق النار وانسحابِ إسرائيل من نقطة ٍ من النِقاطِ الخمس وتشكيلِ وِعاءٍ لاحتواءِ أجواءِ التصعيد وفرملةِ الاعتداءاتِ
الإسرائيلية في مقابلِ التسليمِ بأَمرِ السلاح// بادرتِ القاهرة تِجاهَ لبنانَ بحَراكٍ وضَعَ أُسُسَه رئيسُ استخباراتِها/ وتنقُلُه الدبلوماسيةُ من الحيِّزِ الأمني إلى المَنحَى السياسي/ ومتفرعاتِه من مبادرةِ لبنانَ الرئاسيةِ بنِقاطِها الخمس التي طرَحَها رئيسُ الجمهورية وأبرزُ بنودِها القَبولُ بمبدأِ التفاوض/ ودونَ هذا الشرطِ عَقبتانِ: إيرانيةٌ تَعتبرُ أنَّ التفاوضَ الجِدّي لم يَحِنْ موعدُه/ وإسرائيليةٌ إذ تَستخدمُ تل أبيب البريدَ العسكري للردِّ على كلِّ مَسعىً سياسيٍّ ودبلوماسي/ مصحوبٍ بحملةِ تهويلٍ بحربٍ خاطِفة على
لبنان تولَّى إعلامُها التسويقَ لها من خلال المناوراتِ التي يُجريها الجيشُ الإسرائيلي شَمالَ الأراضي المحتلة وعند الحدودِ معَ لبنان/ مضافاً إليها إعرابُ بعضِ دولِ القرار عن قلقِها العميق من خطر التصعيد وخصوصاً بعد الضربةِ الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية/ أما على أرض الواقع فإنَّ حزبَ
الله أدرى بشِعابه وبتغييرِ موازينِ القوى/ وفِقدانِ قوةِ الردع/ وعنصرِ المبادَرة/ والدولةَ اللبنانيةَ متمسكةٌ بالحلِّ السياسيِّ والدبلوماسي/ وتَسعى إلى سحبِ الذرائع من يد بنيامين نتنياهو الذي يخوضُ بالحربِ حملتَه الانتخابيةَ المقبلة بين الخَطَّينِ الأصفرِ والأزرق/ فهو في لبنان كما في اتفاق غزة/ لم يلتزمْ بوقف إطلاق النار/ تَخَطَّى الخطَّ الأصفرَ في القطاع واحتلَّ نِصفَ مِساحتِه/ وفي جنوب لبنان احتلَّ نِقاطاً/ وفَرَضَ بالحديدِ والنارِ منطقةً عازلة/ وتَخَطَّى الخطَّ الأزرقَ في أكثرَ من نُقطةٍ، قَضَمَ من خلالها أراضيَ لبنانيةً وينشِىءُ عليها جِداراً فاصلاً/ أما الوضعُ في
سوريا فليس أفضلَ حالاً على الرَّغم من الاتفاقياتِ الأمنية/ حيث الجنوبُ السوري ومعه جبلُ الشيخ بات تحتَ الاحتلال ولا يَكادُ يمرُّ يومٌ إلَّا وتتوغلُ فيه القواتُ الإسرائيلية في القنيطرة ومحيطِها وسواها من المناطق، تُقيمُ الحواجزَ/ تدقِّقُ/ وتعتقلُ/ ولا مَن يَعترِض// الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب يضعُ ثقلَه في اتفاق غزة/ وتَرك لبنيامين نتنياهو حريةَ التصرفِ في سوريا على الرَّغم من الاتفاقياتِ الأمنية. أمَّا في لبنان فالهامشُ أوسع/ حيث لا ضامِن ولا مضمون.//