"بالعربي المشبرح" نَحَتَ عيسى رسمياً أولَ الكلام/ أما متى تَكتمِلُ الجملةُ الأميركية بالنسبة للأزمةِ
اللبنانية؟ فهي رَهنُ النُّطقِ بالحُكم النهائي/ في محكمة الاستئنافِ الإسرائيلية/ المنعقدةِ على دوامِ عدمِ الالتزام باتفاق تِشرين والتهديدِ بالتصعيد/ على الرَّغم من كلِّ الخُطواتِ الإيجابية التي أقدَمَ عليها لبنان/ وآخِرُها "تلوينُ" الميكانيزم بشخصيةٍ مدنية// خُطوةُ ميشال عيسى متقدمةٌ وإنْ جاءت متأخِّرةً ما يُقارِبُ الشهر/ عن تسليم أوراقِ اعتمادِه كسفيرٍ أميركي في بيروت/ حيث عاد في عين التينة إلى أصله فتحدَّثَ بالعربية/ بعد لقاءٍ ضمَّه والرئيس نبيه بري ووفدَ مجموعةِ العملِ الأميركي من أجل لبنان/ ومن هناك أقام عيسى جداراً عازلاً بين العملِ السياسي والأمني/ ففَصَلَ المسارَ التفاوضي عن العسكري/ ورأى أنَّ انطلاقَ المفاوضات لا يعني أنَّ إسرائيل ستُوقِفُ اعتداءاتِها/ وإذ نَقل وُجهةَ النظرِ الإسرائيليةَ القائمةَ على أنَّ الأمْرَينِ مُنفصلانِ وبَعيدانِ عن بعضِهما البعض/ اشار إلى أنه يمكنُ من خلال التفاوضِ تقريبُ وُجُهاتِ النظر/ ومن عملية فتحِ الأبواب ليعطيَ كلُّ واحدٍ رأيَه/ أمَلَ السفيرُ الأميركي أن يَصدُرَ القرارُ ببسطِ سلطة الدولة جنوبَ الليطاني عن الحكومة اللبنانية وليس فقط عن قيادة الجيش/ وربطاً باستمرار المساعداتِ الأميركية للمؤسسة العسكرية أعاد عيسى فتحَ الأجواءِ الأميركية أمام قائد الجيش/ إذ إنَّ ورشةَ العملِ قائمةٌ لحصولها وإنْ لم يحدَّد تاريخُها بعد معتبراً أن قائدَ الجيش لديه رسالةٌ للأميركيين ومِنَ الأفضل أن يوصِلَها ويقولَها بنفسِه/ والأمرُ عينُه يَنطبقُ على الرئيس نبيه بري الذي أوصَلَ للوفد الأمورَ التي يجبُ أن يعرفَها/ وبحَسَبِ عيسى فإنَّ الأشياءَ تَصلُ إلى أميركا في بعضِ الأحيان مختلِفَةً عمَّا يجبُ أن تصل/ أما حزبُ
الله فعليه أن يقومَ بواجباتِه وهو يعرفُها// وَضَعَ السفيرُ الأميركي نُقطةً على آخِر السطر/ في حين فَتَح الفرنسيُّ صفحةَ اليومِ الثالث التالي لزيارة جان إيف لودريان إلى لبنان/ والتي صَبَّت في قَنَوات المسلَّمات الدولية بشأن حصريةِ السلاح والإصلاحِ المالي ومؤتمرِ دعم الجيش المشروط بتنفيذ المطلوبِ من لبنان// أما المطلوبُ من إسرائيل فيبقى وُجهةَ نظرٍ وفي حُكم المؤجَّل معَ استمرارِ الاعتداءات وآخرُها الاعتداءُ المكرَّر على اليونفيل/ وبحَسَبِ بيانٍ صادر عن قيادة القواتِ الدولية فقد تعرَّضَ الجنودُ لإطلاق النار على دُفعتين من قِبل الجيش الإسرائيلي/ أثناء قيامِهم بدورية على طول الخط الأزرق/ ومعَ الإشارة إلى أنَّ كِلا الطرفين كانا داخلَ الأراضي اللبنانية/ طالب البيانُ الجيشَ
الإسرائيلي بالتوقفِ عن السلوك العدواني تِجاهَ قواتِ حِفظ السلام// في مَقامٍ آخَر/ عاد رئيسُ الجمهورية من زيارة الدولة إلى سلطنة عُمان/ بعد افتتاحِ الطريقِ التجاري أمام اللبنانيينَ نحو الأسواقِ العُمانية لما توفّرُه السلطنة من إجراءاتٍ سريعة وإعفاءاتٍ جمركية/ وتسهيلاتٍ ضريبية/ وهو ما لم ينعكِسْ على خطِّ صوفيا-بيروت/ وعلى التعاونِ في التحقيقاتِ الجارية في مِلف المرفأ/ إذ رَفَضتِ السلُطاتُ البُلغارية بشكلٍ أوَّلي الطلبَ اللبناني لاسترداد مالك السفينة روسوس/ أما طلبُ استجوابِه من قِبل المحققِ العدلي على الأراضي البُلغارية فيَنتظِرُ البَتَّ فيه/ وبما أننا بلدُ المفاجَآت/ فإنَّ السَّارِقةَ عادت من "طاقة" المدينة .. وما أدراكُم مَنْ رنا قليلات.