"أولُ الزوَار" لم يأتِ على جَناح التهديد/ ولم يحملْ رسالةَ تصعيد/ بل أخذَ
لبنان بأحضانِ "الأمِّ الحنون"// جان إيف لودريان هو أولُ مَنْ طَرح شعار "ساعِدوا أنفسَكم لنساعِدَكم"/ وهذا الطرحُ يُثبِتُ جَدواهُ "السياسيةَ" في المرحلة الراهنة/ بخُطواتٍ إلى الأمام يَخطوها كلُّ الأفرقاء وخصوصاً حزبَ الله/ للتوصلِ إلى اتفاقٍ بشأن سلاحِه والسيرِ على خُطى حماس المتَّجِهة نحو تطبيقِ المرحلة الثانية من اتفاق شَرْمِ الشيخ بتجميد جَناحِها العسكري// جال لودريان على المسؤولينَ بلُغةِ الدبلوماسيِّ الصامِت/ وما رَشَح عنه بعد لقاء عين التينة أنَّ الأجواءَ إيجابيةٌ جداً/ وإلى أن يلتقيَ رئيسَ الحكومة في قصر الصنوبر على مأدبة عَشاء/ فإنَّ "الإليزيه" أعاد ضخَّ الدَّمِ في دورِه على الساحة اللبنانية/ معَ ارتفاعِ مستوى التمثيلِ في الميكانيزم إلى مدنيٍّ مقابلَ مدني/ وبحَسَبِ مصادرَ متابِعة للّقاءات فإنَّ الدورَ الفرنسي يرتكزُ إضافة إلى الاهتمام بمؤتمر دعم الجيش/ على المِلفِّ السوري اللبناني تحديداً في ما يخصُّ ترسيمَ الحدود// ومن الحِضنِ الفرنسي/ تربَّع لبنان اليومَ في قلب عُمان/ باستقبالٍ "سلطاني" لرئيسِ الجمهورية/ وتشكِّلُ الزيارةُ الرسمية التي تستمرُّ يومين محطةً دبلوماسية مُهمة في المرحلة الحساسة التي يمرُّ بها لبنان/ لِمَا لسلطنة عُمان من دورٍ قياديٍّ مبنيٍّ على الحِياد الإيجابي/ ورياديٍّ في مدِّ جسورِ الحوارِ والتواصلِ وجمعِ الأضدادِ وصياغةِ الاتفاقيات/ فهل ستكونُ "مسقَط" المَرسَى الآمِنَ للأزمةِ
اللبنانية؟// وقبل اللقاءِ الرسمي بين
سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد ورئيسِ الجمهورية جوزاف عون عبَّر الرئيسُ اللبناني عن الاعتزازِ بالعلاقات بين البلدين المبنية على أسسٍ راسِخة من الاحترامِ المتبادَل والتعاونِ البنّاء// وليس بعيداً عن "قصر
العلم" مركَزِ الدبلوماسيةِ العُمانيةِ الموثوقة/ وعن دورِه في حَلِّ نزاعاتٍ دوليةٍ وإقليميةٍ بارزة/ ومنها المساهمةُ في إعادة صِلة الوصلِ بين إيران والسعودية برعاية الصين قبل عامين/ فإنَّ الثلاثيةَ اجتمعتِ اليومَ مجدداً في طهران على التزامِ الثنائيِّ الإيراني السعودي باحترام سيادةِ الدولتين ووَحدةِ أراضيهما واستقلالِهما وأمنِهما/ ويكتسبُ الاجتماعُ الثالث للَّجنة الثلاثية لمتابعة تنفيذ اتفاق بكين أهميةً خاصة في ظِل التوتراتِ الإقليميةِ الراهنة التي تهددُ أمنَ المنطقةِ والعالم بحَسَبِ البيانِ الختامي/ والذي حضَر فيه كلٌّ من لبنانَ وسوريا واليمن وغزة ودعا إلى وقفٍ فوري للعدوان
الإسرائيلي على فلسطينَ ولبنانَ وسوريا/ أما اليمن فأُحيلَ إلى الحلِّ السياسي الشامل برعاية الأمم المتحدة/ وبتفاهمٍ رِضائي بين طِهران والرياض بشأن مسقبلِ "اليمن السعيد".