عندما يبكي الرجال.. دموع بائع متجول تشعل الغضب في الشارع التونسي !

2023-02-28 | 11:42
عندما يبكي الرجال.. دموع بائع متجول تشعل الغضب في الشارع التونسي !
عندما تتجول في شوارع العاصمة التونسية يمكنك مشاهدة بعض الباعة المتجولين الذين يبيعون الحلوى في أكواب صغيرة ويطلقون عليها التيراميسو، وهي تشبه حلوى التيراميسو الإيطالية، والشاب التونسي محمد أمين أحد هؤلاء الباعة.
وقد اعتاد محمد -الذي لم يتجاوز الـ22 من عمره- أن يبيع الحلوى -التي تصنعها أمه في البيت- في شوارع العاصمة، حيث يعد هذا العمل مصدر رزقه الوحيد، كما دأب خلال عمله على التقاط مقاطع فيديو له ولرفاقه ونشرها على حسابه على إنستغرام، إذ يتابعه نحو 50 ألف شخص.
لكن حال محمد تبدلت فجأة وانقطع مصدر رزقه بعد أن منعته السلطات من العمل في شارع الحبيب بورقيبة وحجزت عربته أكثر من مرة، فما كان من الشاب إلا أن نشر مقطع فيديو وهو يبكي شاكيا لمتابعيه ما تعرض له من ظلم.
وقال محمد في مقطع الفيديو وهو يبكي بحرقة إنه لا يفهم لماذا أقدمت السلطات على مصادرة عربته ومنعه من مواصلة عمله، وقال وهو يمسح دموعه إنه أصبح عاطلا عن العمل، ولم يعد بإمكانه تأمين قوت يومه.
دموع البائع الشاب أحرقت قلوب التونسيين الذين تعاطفوا معه بشدة، وأثارت غضبهم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات بحقه، ومن التغريدات التي رصدتها حلقة "شبكات" بتاريخ 2023/2/27 تغريدة للناشط إبراهيم الثابتي قال فيها "زي الوليد هذا مسكين يحب يخدم على روحو (يعتمد على نفسه) بعرق جبينو، ياخي يتسلطو عليه أعوان من الحاكم، الحاكم كل يوم يفكلي سلعتي (يصادر بضاعتي)، راني (أصبحت) بطال، وهذاكا (ذلك) مورد رزقي".
أما مروان عبداوي فعبر عن تعاطفه من خلال تغريدة كتب فيها "عندما يبكي الرجال اعلم أن الهموم قد فاقت الجبال، بائع التيراميسو يبكي بقهرة في شارع الحبيب بورقيبة، فكولوا سلعتو أكثر من مرة، شاب مقهور بطال ما عندو حتى مورد رزق، الظلم ظلمات يوم القيامة، وبعد يقولوا علاه (لماذا) الشباب يحرق؟ علاه السرقة؟".
أما عزيزة فلم تخفِ غضبها من السلطات فقالت "لا يرحمو ولا يخلو رحمة ربي تنزل، سيبو الناس، خليها تخدم على روحها، طفل أحب أخدم علاش (لماذا) العراقيل، هذي دموعك غالية علينا".
فيما أسفت مونيا بن ثابت على الحال الذي وصل إليه وضع الشباب في تونس، فكتبت "الشباب حرقت (اتجهوا) وماتت في البحر من الظلم والتجبر والقهر في هاذي البلاد، نحكي هكا (كذلك) وأنا قلبي يوجعني على بلادي وشعبها المسكين".
وكذلك لامت نجوى ميديت تعامل السلطات مع الشباب ودفعهم للطرق غير السوية، فكتبت "يحبوه يسرق ويبراكي (يسرق) الناس، ولا يبيع الممنوعات وحطوه في الحبس ويضيعولو مستقبلو".
كما انضم رئيس منظمة "أمن شباب تونس" أيمن القاطري إلى المتضامنين مع البائع الشاب، وكتب "تحية للشاب هذا الذي اختار يخدم (يعمل) بالحلال، من المعقول أن تنبه عليه وتفهمه، ولكن اللي مش معقول انه تغرس في قلبو النقمة والكره وما تعاونوش باش (لأجل) يخدم في إطار قانوني يحميه ويشجعه".
بدوره، تحدث الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر عن مسؤولية الدولة والطرق التي يجب عليها اتباعها في تنظيم سوق العمل، فكتب "إن مسؤولية الدولة ليست مكافحة الظاهرة، بل في تنظيم هذا القطاع من خلال إيجاد فضاءات مناسبة له".
يذكر أن السلطات التونسية تلاحق الباعة المتجولين بشكل مستمر وتطلق على هذه الظاهرة "ظاهرة النصب الفوضوي".
 
عندما يبكي الرجال.. دموع بائع متجول تشعل الغضب في الشارع التونسي !
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق