شكراً وإلى اللقاء"/ بلُغة الضَّاد ودَّع البابا لبنان/ فكانتِ المغادرةُ أصعبَ من الوصول/ على قلبِه كما على قلوبِ اللبنانيين// رافَقَتْكَ السَّلامةُ يا قَداسةَ البابا/ بعدما أرخيتَ سلامَ الساعاتِ القليلة على أيامِنا الثقيلة/ وانتهَتْ رحلتُكَ كما بدأت/ فخفقَ
لبنان في قلبٍ واحد/ وودَّع فيكَ سلاماً أَودَعته إياهُ أمانةً برِقابِ مسؤوليه/ ووَضَعتَ حجرَ الأساس للوَحدة/ ورَمَّمتَ وفاقاً بين أبناء الجلدة المسيحيةِ الواحدة على رجاء الدوام ومراجعةِ الذات/ ومن العيونِ التي رافقَتكَ جِيئةً وذهاباً على طرقات لبنان/ أَعَدتَ تذكيرَنا بأننا أقوياءُ كشجرِ الأَرْز في الجبال وشجرِ الزيتون في الجنوب ووجدتَ فينا شعباً لا يحِبُّ العُزلةَ بل اللقاء/ خَصَّصتَ الجنوبَ والبقاعَ بتحيةٍ على الأماكنِ التي لم تُدرَجْ على جدول الزيارة/ وتركتَ وصيَّتَكَ بأنْ تتوقَّفَ الهَجَماتُ والأعمالُ العَدائية وبأنَّ الأسلحةَ تَقتلُ أما التفاوضُ والوَساطةُ والحوارُ فتبني/ غادَرَنا الحَبرُ الأعظم على أملِ اللقاء/ لكنه تركَ ظلالَه عند واجهةِ
العاصمة البحرية/ وصَلاتَه في مرفأ بيروت/ حيث أضاءَ شمعةً ليَطرُدَ الظلامَ عن الحقيقة/ وحمَل معه عطشَ عائلاتِ الضحايا للعدالة/ وجسّدَ لبنانَ كائناً حياً فطالَبه بالنهوض وبأنْ يكونَ بيتاً للعدل ونُبوءةَ سلامٍ لكل المشرق/ ومنه خاطبَ المسؤولين عن سابقِ معرفةٍ بالواقع اللبناني/ وإِنِ اكتَسَت زيارتُه بُعداً دينياً وروحياً/ إلا أنه وفي لقاءاتِه الرسمية كان مستمِعاً أكثرَ منه متكلماً/ تحدث عن السلام وعن الإصلاحات/ وتحديداً عن وجوبِ أنْ تكونَ الشخصياتُ المسيحيةُ ذاتُ المسؤولياتِ في الدولةِ بعيدةً عن الفساد/ وأعطى الأولويةَ للشباب/ وفي الشِّقّ الأمني شدد على استقرار الوضع/ وبحَسَبِ المعلومات فقد وصَلَته رسالةُ حزبِ
الله وكان الجوابُ باقتراحٍ كنسي أن يتركوا السلاحَ ويَسْعَوْا للحوار/ في حين وبحَسَبِ الزوار تولى الرئيس
نبيه بري إعطاءَ البابا خلال اللقاءِ معه صورةً مفصلة عن الاعتداءات اليومية
الإسرائيلية ومَشاهدِ الدمار في جنوب لبنان/ وبعدما أبرقَ لرئيس الجمهورية شُكراً وامتناناً للحَفاوة/ أكد البابا مِن على متن الطائرة التي اقَلَّته إلى روما أنه حملَ هَمَّ لبنانَ في قلبه/ وإنه سيتابع المِلفَّ اللبناني سَواءً على المستوى الشخصي أو على مستوىً أوسعَ معَ واشنطن أو عبر القنوات الدبلوماسية/ وسيسَخِّرُ إمكاناتِ الفاتيكان وعلاقاتِه معَ مختلِف البُلدانِ في المنطقة لتحقيق السلام المستدام/ تحت شعار "نداءُ السلام" الذي أَطلقه من قلب بيروت// انتهتِ الزيارةُ بعدما أَرْخَت هُدنةً إسرائيليةً نسبية / وعلى يومِها التالي يعود لبنان إلى يومياته/ باجتماعِ مجلسِ الوزراء على تقريرِ قيادةِ الجيش الثالث بشأن حصريةِ السلاح الخميسَ المقبل/ وفي
اليوم عينِه تنعقدُ لجنة الميكانيزم برئاسة موررغان أورتاغوس/ آتيةً من تل أبيب حيث اجتمعت مع بنيامين نتنياهو ووزيرَيْ حربِه وخارجيتِه/ وبحَسَبِ الإعلامِ العبري فإنَّ النقاشَ كان مفيداً بشأن الوضع في لبنان.