توم برّاك: الوقتُ يداهمُ الجميع.. ولا مجال لإضاعة الوقت (حوار خاص)

2025-07-22 | 12:28
توم برّاك: الوقتُ يداهمُ الجميع.. ولا مجال لإضاعة الوقت (حوار خاص)

أعرب المبعوث الأميركي، توم براك، في حديث عبر قناة "الجديد"، عن امتنانه لزيارته الثالثة إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، مؤكدًا أن عودته إلى بيروت هي بمثابة عودة الروح إلى مسقط الرأس، وأن مهمته تنبع من رغبة الولايات المتحدة، ممثلة برئيسها، في إعادة التناسق والجمال لهذا البلد، والمساهمة في تخفيف التوتر وإرساء الاستقرار في هذه المرحلة العصيبة.

وأشار براك إلى أن لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان استثنائيًا، واصفًا بري بأنه من أكثر الشخصيات السياسية حنكة وذكاء في المنطقة، ويتمتع بخبرة طويلة في إدارة الأزمات المعقدة. ولفت إلى أن الاجتماع تخلله نقاش حول الأوضاع الراهنة في لبنان وما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به للمساعدة.
وأوضح براك أن بري شدد على ضرورة خفض التوتر، معتبرًا أن الوقت قد حان للتهدئة. وأضاف أن رئيس المجلس أبدى تعاونًا بنّاءً، وتقدم بمقترحات مرتبطة بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقًا قائمًا بهذا الشأن، لكنه يواجه صعوبات في التنفيذ. واعتبر أن المطلوب اليوم هو إزالة التحديات التي تعيق تطبيق هذا الاتفاق، والبحث في سبل إصلاحه لتأمين الاستقرار.
وأكد أن الحكومة اللبنانية، بكل أطيافها، تعمل باتجاه الحل السلمي، وأن الولايات المتحدة تدعم هذه الجهود ضمن مهلة زمنية قصيرة. وأعرب عن حرص بلاده على الدفع نحو توافق شامل، منبهًا إلى أن عامل الوقت ضاغط، ما يتطلب تخفيف التشنجات لتحقيق الاستقرار والازدهار.
وعن مسألة سلاح حزب الله، أشار براك إلى وجود قانون واضح في لبنان ينص على وجود مؤسسة عسكرية واحدة، موضحًا أن تطبيق هذا القانون يعود إلى الحكومة اللبنانية، وليس من مسؤولية الولايات المتحدة. وأكد أن بلاده تسعى عبر تأثيرها إلى تقليص التوتر، سواء في لبنان أو في العلاقة مع إسرائيل، ولفت إلى أن جميع دول المنطقة تتعاون مع واشنطن على المدى القصير والطويل لإيجاد حلول شاملة.
وجدد براك التأكيد على أنه لا يتفاوض مع حزب الله، بل يتواصل حصريًا مع الحكومة اللبنانية، بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء، مشددًا على أن مهمته هي الوساطة وليس التفاوض، وأن بلاده صديقة للبنان منذ أكثر من سبعين عامًا. ولفت إلى أن حزب الله هو جزء من الحكومة، ما يعني أن أي حوار يتم مع الحكومة بكل مكوناتها، وليس مع طرف دون آخر.
وشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ تشرين الثاني لا يزال ساريًا، لكن هناك سوء فهم بشأن المفاوضات التي سبقته، لا سيما بين إسرائيل والحكومة اللبنانية. وأشار إلى أن حزب الله طرف فاعل في هذا السياق، وأن التوتر بينه وبين إسرائيل هو محور التحديات الحالية. وأكد أن بلاده تسعى لإزالة العقبات أمام تنفيذ وقف إطلاق النار، مضيفًا أن هذا يشكل خطوة متقدمة نحو إصلاحات أوسع، تبدأ بالأمن والشفافية لخدمة الشعب اللبناني.
وأوضح أن المهل الزمنية مرتبطة بالقدرة على التفاوض وحل القضايا المعقدة، لكنه شدد على أن الموعد يداهم الجميع، والهدف هو أن يلعب لبنان دورًا محوريًا في عملية السلام. ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية تتعاون مع الجهود الأميركية وقد نفذت ما طُلب منها، وأن المرحلة المقبلة تتطلب حشد الأطراف الأخرى للوصول إلى اتفاق شامل في أسرع وقت.
ورداً على سؤال حول التدخل الإيراني، أكد براك وجود مفاوضات متعددة الأطراف تناولت قضايا مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، والملف النووي الإيراني. واعتبر أن هذه القضايا تؤثر حتمًا على لبنان، نظرًا لكون حزب الله جزءًا من نسيجه الوطني. وأعرب عن تفاؤله، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية هي آخر باب قبل الحرب، وأن الرئيس ترامب ملتزم بالسعي إلى السلام والازدهار قبل أي تصعيد.
وفي سياق الحديث عن إنجازاته في سوريا، أشار براك إلى أن ما تحقق في السويداء نموذج يمكن البناء عليه في أماكن أخرى، لكنه شدد على أن لبنان يملك مؤسسات عاملة ونظامًا طائفيًا خاصًا. وأضاف أن الفظائع لا تُعالج بالقوة العسكرية أو الاقتصادية، بل بالحوار والعقلانية، مؤكدًا أن واشنطن لا ترى فرقًا بين ما يجري في سوريا ولبنان من حيث تأثيره على استقرار المنطقة.
وحول الإصلاحات الاقتصادية، حدد براك أولويات عدة، في مقدمتها إصلاح النظام المصرفي وتعويض الخسائر المتراكمة منذ أكثر من عقد، فضلاً عن تحسين آليات الضرائب، والرواتب، وأداء المؤسسات العامة كالكهرباء والمطار. ولفت إلى أهمية استقطاب العقول اللبنانية من الخارج والاستفادة من تجارب مثل "رؤية السعودية 2030"، معتبرًا أن لبنان يملك المقومات لتحقيق ازدهار مماثل.
وفي ما يخص العلاقة مع سوريا، شدد براك على أن الاستقرار في سوريا ينعكس مباشرة على لبنان، وأن العلاقة بين البلدين يجب أن تكون ودية وليست عدائية. ورأى أن لبنان يمكن أن يكون موردًا مهمًا لسوريا في عملية التنمية، مشيرًا إلى أن هناك فرصة فعلية للتوصل إلى حلول إقليمية شاملة تشمل لبنان وسوريا وإسرائيل.
اخترنا لك
الصحافي تمام نور الدين من باريس لـ"الجديد": فرنسا تطالب الجيش اللبناني بتوثيق ما صادره عبر خرائط من سلاح لحزب الله لتفادي أي ذريعة إسرائيلية بضرب لبنان
03:56
بعد طلب من لجنة "الميكانيزم" الجيش يداهم المنازل في الجنوب.. التفاصيل مع مراسل الجديد
07:34
الحدث - نجاة صليبا - الحلقة الكاملة
2025-12-13
طرابلس تضيء شجرة الميلاد (فيديو)
2025-12-13
القيصر سقط.. والاستثمارات راجعة!
2025-12-12
رئيس الجمهورية يردّ على تصريحات برّاك – التفاصيل في النشرة المسائية
2025-12-12
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق