تساءل المساعد الخاص لمدير "معهد دراسات الأمن القومي" الصهيوني آري هايشتاين إذا ما كان الوقت فعلاً حليفاً لبشار الأسد، واعتبر أنه رغم المكاسب التي حققها، فإن الحقائق على أرض الواقع لا تصبّ في صالحه.
وأشار هايشتاين، في مقال نشرته مجلة "ناشونال انترست" الأميركية، إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يرى أن عامل الوقت في الحرب السورية يصبّ في صالحه "والدليل على ذلك أنه يتجاهل الاتفاقات الدولية لوقف إطلاق النار". وأضاف أنه، على الصعيد الدولي، يتحسن موقفه نسبياً، إذ أنه لم تعد هناك مناقشات حول قوات المعارضة المعتدلة المؤهلة لخوض القتال.
ورأى هايشتاين أن قدرة نظام الأسد على المحاربة والحكم تتدهور بشدة بسبب الحرب الطاحنة و"التصدعات النامية لدى حلفائه الداعمين"، وولفت الى أنه على الرغم من تعهده بالاستمرار في القتال واستعادة كل الأراضي السورية، فإنه من غير المحتمل أن تتوسع سيطرة النظام على الأراضي السورية في المستقبل القريب.
وقال إن الصورة المتطرفة والمنقسمة التي بدت عليها المعارضة السورية كانت عاملاً مهما في تحسين صورة الأسد باعتباره الخيار الوحيد المعتدل في سوريا, إذ أنه منذ اندلاع الحرب السورية ثمة اتجاه واضح نحو إضفاء الراديكالية على القوات المناهضة لنظام الأسد، ومنها على سبيل المثال الإنشقاقات الواسعة النطاق من الجيش السوري الحر والإنضمام إلى الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، وذلك لأسباب متعددة تتضمن النجاح النسبي وارتفاع الأجور والأيديولوجيات.
واعتبر أن ذلك أدى الى اعتبار أن فكرة المعارضة المعتدلة في سوريا ما هي إلا مجرد خرافة، كما منع ذلك الغرب من بذل أي جهود لتسليح تلك الجماعات خوفاً من أن تتحول قوات المعارضة إلى جماعات جهادية توجه أسلحتها ضد الغرب، علاوة على تعزيز التصور بشأن انقسام المعارضة على نحو ميؤوس منه من خلال الاقتتال الداخلي بسبب فراغ السلطة الناجم عن مقتل زهران علوش قائد جيش الإسلام أثناء غارة جوية روسية (الأمر الذي سمح لبشار الأسد بشق طريقه إلى المناطق المحيطة بدمشق).
في المقابل، قال هايشتاين أن موقف نظام الأسد تغير للأفضل على الساحة الدولية؛ إذ اتخذ المسؤولون الصينيون في شهر آب الماضي خطوة جريئة، تتجاوز معارضتهم العامة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، من خلال الإعلان عن تقديم تدريب لقوات الجيش السوري إضافة إلى مساعدات إنسانية للنظام.
بالرغم من كل ذلك، اعتبر كاتب المقال إن لا فرصة حقيقية لنظام الأسد لتوسيع سيطرته المباشرة بشكل كبير على الأراضي السورية؛ إذ لا تزال القضايا الداخلية قائمة مثل "تراجع القدرة على الاحتفاظ بقوة قتال مركزية متماسكة، وكذلك سوء الحكم والإدارة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام".
وخلص هايشتاين إلى أنه نظراً للمشكلات العديدة التي يعاني منها نظام بشار الأسد، فإن قدرته على استعادة المزيد من الأراضي ومراكز التجمعات السكانية تبدو محدودة للغاية، لا سيما أن مهمة السيطرة على عداء الشعب له ستكون مستحيلة وبخاصة في ظل تدمير الكثير من الشبكات المحلية لنظام الأسد.
ويختتم هايتشاين قائلاً "ربما يعتقد بشار الأسد أن الوقت حليفاً له، إذ إن استمرار الحرب السورية يصبّ في مصلحته ويعيد تأهيل صورته في جميع أنحاء العالم، لكن يبدو أنه بحاجة فعلاً أن يستيقط من الحلم".