رزان شرف الدين
بعد انتهاء المهلة التي حدّدتها الحكومة السورية للمسلحين في حي القابون شرق العاصمة دمشق لإلقاء سلاحهم وتسوية أوضاعهم، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية لتحرير الحي تُعتبر من الأهم في محيط العاصمة، إذ أنّ خسارتها بالنسبة للمسلحين تعني خسارة أهمّ موقعٍ يربطهم بالعاصمة دمشق.
يبعد الحي الدمشقي عن مركز المدينة نحو أربعة كيلومترات ويكتسب نقطة استراتيجية مهمة كونه يقع بين الغوطة شرقاً وأراضي الصالحية التابعة لدمشق غرباً، ويشرف على الطريق الدولي دمشق - حمص وقريب من أحد أهم المشافي "مستشفى تشرين العسكري"، بحسب ما أفاد الصحافي السوري وسام الجردي من دمشق موقع "الجديد".
وبدأ الجيش العملية العسكرية بتمهيدٍ مدفعي وصاروخي كثيف يقتصر حالياً على استهداف نقاط انتشار المسلحين التابعين لجبهة النصرة ولا أنباء عن اقتحام حتى الساعة، بحسب الجردي الذي أشار إلى أنّ نظام الهدنة الذي كان سائداً هناك كان يتم خرقه من قبل المسلحين الذين كانوا يتعمّدون قنص المارة على الطريق الدولي ويحاولون خطف المسافرين ما أجبر الجيش على اطلاق العملية.
والسيطرة على هذا الحي ستكون مفصلية في تاريخ الحرب للأسباب التالية:
- حي القابون يُعتبر مركز امداد للمسلحين، إذ كان هناك من يخرج ويدخل وفق نظام التهدئة لجلب حاجات المسلحين وتزويدهم بما يحتاجون ومساعدتهم.
- المسلحون في الحي يتنقلّون من الغوطة الشرقية إلى برزة عن طريق الانفاق الموجودة داخل الحي، وبالتالي فسيطرة الجيش السوري عليه ستُفقد المسلحين خطوط الربط وستعزل برزة عن الغوطة الشرقية وتؤمن العاصمة والأحياء المحيطة بالقابون كضاحية الاسد، ومساكن برزة وحي التجارة، إضافة لتامين الطرقات الدولية والفرعية.
- تأمين اوتوستراد حرستا الذي يربط دمشق بمحافظة حمص.
- إبعاد خطر استهداف المارة وسقوط قذائف الهاون عن العاصمة دمشق.
وفي حال أتمّ الجيش السوري سيطرته على الحي، يوضح الجردي أنّ برزة، القريبة منه، ستصبح مفصولة بشكل كامل عن الغوطة ومعزولة أيضاً وقد تسقط فورا في هذه الحالة، وبالتالي فالضغط العسكري سينصب على جوبر. كون الجيش السوري يكون قد أمّن ظهره من ناحية حي القابون وبرزة، ما يجعل مهمة تأمين دمشق خالية من الأسلحة والمسلحين قريبة كما عودة أهاليها.