ماذا تعني طباعة عملة جديدة في سوريا؟!

 أثارت قضية طباعة وتوزيع عملة سورية جديدة من فئة 2000 ليرة سورية جدلاً كبير في الشارع السوري عموماً، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بين من أيّد هذه الخطوة واعتبرها "تيسر التعاملات التجارية مع انخفاض قيمة العملة"، ومن رأى أنها ستؤدي إلى "عواقب كارثية" ستزيد من تدهور الاقتصاد السوري الذي خربته الحرب.

وكان أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي دريد درغام الأحد الماضي البدء بطرح فئة الألفي ليرة، موضحاً خلال مؤتمر صحفي أن العملة طبعت في وقت سابق إلا أنه تم تأجيل طرحها "بسبب ظروف الحرب وتقلبات سعر الصرف"، ليصار أخيراً إلى  طرحها "بعد أن أصبحت الظروف ملائمة لذلك".

الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة حلب حسن حزوري رأى خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" أن "انخفاض القوة الشرائية لليرة السورية وارتفاع المستوى العام للأسعار أدى الى زيادة سرعة دوران العملة من الفئات الورقية الصغيرة من فئة ال 50 و 100 ليرة سورية مما أدى الى اهترائها وتلفها وبالتالي أصبحت غير صالحة للتداول نتيجة التشوه الكبير ما جعل من الضرورة الملحة استبدالها بعملة جديدة، وبنفس الوقت تأتي أهمية اضافة فئات نقدية كبيرة تماشيا مع المستوى العام للأسعار الجديد، ولاسيما ان القوة الشرائية لليرة السورية قد انخفضت الى العشر تقريبا مقارنة بسعر الصرف امام العملات الاجنبية ولاسيما الدولار".

وتابع " طرح الفئة النقدية الجديدة في التداول من فئة ال 2000 ليرة، اذا كان هدفه استبدال العملة القديمة المهترئة، أي لن يؤدي الى زيادة العرض النقدي، في ظل فرضية ثبات كمية الانتاج من السلع والخدمات المحلية، فلن يكون لتلك الخطوة أي أثر في زيادة الأسعار و في ارتفاع معدل التضخم، أما اذا أضيفت الى الكتلة النقدية المعروضة والمطروحة للتداول، والناتج عن تمويل الموازنة بالعجز (إصدار نقدي بلا رصيد او بلا مقابل من الانتاج السلعي أو الخدمي) فإن ذلك سيؤدي حتما الى المزيد من انخفاض للقوة الشرائية لليرة السورية وبالتالي اتجاه معدل التضخم للارتفاع".

وخسرت الليرة السورية أكثر من 90 % من قيمتها منذ اندلاع الحرب في سوريا وحتى الآن، حيث ارتفع سعر صرف الدولار من 50 ليرة تقريبا بداية الحرب عام 2011 إلى نحو 540 ليرة في الوقت الحالي.

وتدور شكوك حول قدرة المصرف المركزي على حصر ومعرفة كمية النقد المتداول في الأسواق وما يمكن سحبه من العملة التالفة بسبب عمليات التخريب والسرقة التي طالت المؤسسات السورية جراء الحرب.

في السياق ذاته، يقترح الدكتور حزوري اصدار عملات معدنية من فئتي 50 و 100 ليرة نتيجة سرعة دوران والذي يؤدي الى تآكلها واهترائها وعدم جدواها الاقتصادية.