سنا السبلاني
عاد اسم فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري السابق، الى الواجهة ليُطرح كلاعب أساسي على الساحة السياسية
السورية بصفته "رجل المرحلة الإنتقالية"، بعدما كشفت صحيفة "
الشرق الأوسط" عن طرح اسمه -من قبل معارضين سوريين- لترؤس "مؤتمر الحوار الوطني السوري" في سوتشي "باعتباره شخصية وطنية مقبولة من شريحة
واسعة من المعارضين والعاملين في الدولة".
ظهور الشرع الى العلن بعدما كان غائبًا على ضوء ما أشيع عن محاولة انشقاق فاشلة له عام 2013 انتهت بعزله من منصبه، فتح الباب أمام تكهّنات بأن يكون الدور المُعدّ له في المرحلة المقبلة أكبر من مجرّد رئيس لمؤتمر حواري؛ فهو بحسب ما يُحكى في الكواليس مرشّح محتمل ليكون الرئيس المقبل للجمهورية
العربية السورية بديلًا لبشار الأسد في قيادة مرحلة انتقالية!
إلاّ أن ذلك لم يكن غريبًا بحسب موقع "تيار الغد السوري" المعارض، الذي يرأسه المعارض البارز أحمد الجربا، والذي اعتبر في مقال نُشر بعنوان: "فاروق الشرع .. وسيناريوهات الرئيس العشرين لسوريا" أن الشرع رجل مرحلة محتمل في
سوريا "لعدم لجوء النظام إلى تصفيته جسدياً ما فسِّر كمؤشّر على وجود حماية دولية له"، إضافة الى ترشيحه من المحللين خلال السنوات السابقة للقيام بهذا الدور وامتلاكه لعلاقات سياسية واسعة مع دول كبرى وفاعلة في الملف السوري، على رأسها روسيا. واحتمالية أن يكون مرشحاً مقبولاً من
الأميركيين "نظرًا لترؤّسه مفاوضات السلام مع
العدو الإسرائيلي لا سيما مفاوضات مدريد 1990، واطّلاعه على كافة الاتفاقيات العلنية والسرية لنظام حافظ الأسد"، إلى جانب معرفته التامة بما يريده المجتمع الدولي من سوريا ومصالحه فيها "خلافاً لكثير من شخصيات المعارضة السورية التي تسمّر أنظارها فقط باتجاه الداخل".
الكاتب والباحث السياسي سمير الحسن يقول في اتصال مع موقع "الجديد" إن المعارضة ليست من طرح اسم الشرع لترؤّس وفد الحكومة الى "سوتشي"، بل إن "الروس هم من طرحوا اسمه في الكواليس والمعارضة حاولت استغلال هذا الموضوع المطروح جدّيًّا لتقول إنه من الممكن أن يكون رئيسًا للمرحلة الإنتقالية".
ولا يعتقد الحسن أن للمعارضة وزنًا يسمح لها بأن تفاوض النظام، وفي هذا الإطار يوضح أنّ "كل تلك المعارضات لا تشكّل وزنًا حقيقياً في الميدان السوري والوقائع الميدانية لا تعطيها أي أفضلية أو شروط لتفاوض بها في جنيف أو أستانة". ويعتبر أن النظام السوري لا يزعجه اسم الشرع كرئيس لمؤتمر سوتشي "لكونه تولّى في عام 2011 الحوار الأول الذي عقد في دمشق مع المعارضة في الداخل، كما أنه لم ينشقّ ولم يسمح لأحد باستغلال اسمه"، لافتاً الى أن طرح اسمه لترؤّس مفاوضات سوتشي يعزز من دور الدولة السورية ولا يعطي شيئًا للمعارضة في المقابل.
فكرة المرحلة الإنتقالية كلُّها لم تعد واقعية "إنما هي جزء من المانشات العريض الذي تحمله المعارضة وتدور به من مكان الى آخر"، بحسب الحسن الذي يعتقد أن المطروح الآن، وتحديداً عبر أستانة، هو تطويع المعارضات وإعطاؤها مزيدًا من الفرص للإنخراط في التسويات والمصالحات. وإنّما الحديث عن مرحلة انتقالية، فقد بات في ذمّة التاريخ، على حد تعبيره، لأن "الدولة السورية تحقق نجاحات فعلية في الميدان وتمكنت من استعادة قسم كبير من المدن الرئيسية، فعلى ماذا تفاوض؟!".
لم يكن لفاروق الشرع حضور في السياسة
اللبنانية، وكان بعيدًا عن الإتصالات ولم يفتح علاقاته مع الداخل اللبناني كثيراً، بحسب ألبير منصور، النائب والوزير اللبناني السابق الذي شارك في صياغة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في
لبنان بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها.
لا يعتبر منصور نفسه مطّلعاً على الخريطة السورية، لكنّه، وبحُكم معرفته السابقة بفاروق الشرع، يقول في اتّصال مع موقع "الجديد" إنه "شخص متّزن وكان مقرّبًا من النظام السوري مئة في المئة"، ويتابع قائلاً: "منذ بدء الأزمة في سوريا، كان الشرع موضوعاً في الإقامة الجبرية... قد يكون النظام السوري وضعه كاحتياط رُبّما".
حظوظ الشرع ليست بعيدة إلّا أنها متوقّفة على موقف النظام السوري منه، كما أنها تقف عند حدود رئاسة الجمهورية، بحسب منصور الذي يرى أن الشرع قد يلعب دورًا كرئيس لحكومة انتقالية في سوريا لكن ليس كرئيس للجمهورية، فالرئيس السوري بشار الأسد "لن يترك الحكم وهو الآن منتصر".
يُشار الى أن آخر ظهور لفاروق الشرع (79 عاماً) كان في عام 2016، وذلك بعد غياب عن عدسات الكاميرا لثلاث سنوات منذ عام 2013.
فاروق الشرع، الى جانب عميد كلّيّة الإقتصاد السابق في جامعة دمشق وعميد كلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة اليرموك