بدأت الكوريتان الشمالية والجنوبية
صباح اليوم محادثات رسمية هي الاولى بينهما منذ أكثر من عامين، كما افادت وزارة
الوحدة الكورية الجنوبية.
وفي السياق قال متحدث باسم الوزارة ان المحادثات التي تجري في بلدة بانمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين شطري شبه الجزيرة بدأت في الساعة العاشرة صباحا بإعلان افتتاحي أدلى به رئيس الوفد الكوري الجنوبي الى هذه المحادثات.
وبحسب وكالة الصحافة
الفرنسية فان سيول تعتزم اغتنام فرصة هذا اللقاء الاستثنائي مع
الشمال لطرح مسألة استئناف اللقاءات بين العائلات التي فرقتها الحرب (1950-1953) فيما تريد بيونغ يانغ تخصيص الجزء الاكبر من المحادثات لملف اعادة توحيد شبه الجزيرة.
وكانت الكوريتان اتفقتا الاسبوع الماضي على اجراء هذه المحادثات في قرية بانمونجوم الحدودية التي وقّع فيها اتفاق وقف اطلاق النار في الحرب الكورية، وستتمحور هذه المحادثات حول مشاركة بيونغ يانغ في الالعاب الاولمبية الشتوية التي تبدأ الشهر المقبل في بيونغشانغ بكوريا الجنوبية.
اما كيف هي بلدة بانمونجوم التي تعقد فيها المحادثات؟.
تلك البلدة بحسب "فرانس برس"، هي نقطة الاتصال التقليدية على الحدود المشتركة في المنطقة المنزوعة السلاح، التي تشكل في الوقت نفسه تجسيداً للمفاعيل المستمرة للحرب التي دارت بين الكوريتين (1950-1953) وانتهت بمقتل ملايين الكوريين .
وقد انتهت تلك الحرب بهدنة تم توقيعها في هذه البلدة، تلك الهدنة ليست معاهدة سلام ما يعني ان البلدين لا يزالان عمليا في حالة حرب.
الى ذلك فان صفاً من مراكز المراقبة الخشبية الزرقاء تظهر في تلك البلدة التي تشكل آخر حدود متبقية من الحرب الباردة، حيث يتواجه جنود من الكوريتين على طول الحد الفاصل بين الشمال والجنوب في هذه المنطقة المنزوعة السلاح، التي تتعارض طبيعتها مع معه ما يوحي به اسمها، اذ ان المنطقة المنزوعة السلاح هي من الحدود الاكثر تسليحا في
العالم وتنتشر فيها أبراج المراقبة وحقول الالغام.
كما ان بانمونجوم هي النقطة الوحيدة من هذه المنطقة التي يتواجه فيها الطرفان، ويقتصر ترسيم الحدود عندها على فاصل اسمنتي.
الى ذلك شهدت البلدة العديد من الاحداث التي كان لها وقع شديد. ففي تشرين الثاني الماضي اندفع جندي كوري شمالي تحت الرصاص في عملية انشقاق نادرة شغلت وسائل الاعلام.
لكنها لم تكن عملية الانشقاق الاولى في بانمونجوم، فالابرز وقعت عام 1984 عندما عبر طالب روسي قادم من موسكو الحدود جريا ما أثار تبادل إطلاق نار استمر نصف ساعة واوقع اربعة قتلى بينما نجا الطالب دون اصابة.
وكان اندلع اطلاق نار ثان في العام 1967 عندما انشق صحافي من وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية بينما كان يغطي محادثات عسكرية.
وبحسب "فرانس برس" فانه في العام 1976، قتل جنود كوريون شماليون بالفأس جنديين اميركيين كانا يقطعان شجرة مجاورة ما أثار مخاوف من وقوع نزاع مسلح.
الى ذلك غالبا ما زار
الرؤساء الاميركيون المنطقة المنزوعة السلاح التي وصفها بيل كلينتون بأنه "أحد أكثر الاماكن المخيفة في العالم". وتعتبر الزيارة عادة رمزا للالتزام
الاميركي الدفاع عن سيول.
كما ان سوء الاحوال الجوية حمل الرئيس الاميركي الحالي
دونالد ترامب على الغاء زيارة غير معلن عنها مسبقا للمنطقة المنزوعة السلاح بسبب سوء الأحوال الجوية بحسب البيت الأبيض.
بدوره قام الزعيم الكوري
الشمالي كيم جونغ اون بزيارة نادرة الى المنطقة المنزوعة السلاح في 2012، ونشرت الصحف الرسمية صورا له وهو يراقب الجنوب عبر منظار في ظر توتر متزايد بين الكوريتين.
على مر السنوات، تحولت بانمونجوم الى وجهة سياحية كبرى للاجانب الذين يزورون كوريا الجنوبية، لكن يُطلب من السياح عدم القيام بما يمكن ان يثير غضب الجنود الكوريين الشماليين قبل ان يبدأوا بالتقاط صور للحدود.
وفي هذا الاطار تقول الطالبة من نيويورك جوليا آن (24 عاما) "من المؤلم جدا رؤية بلد مقسم الى هذا الحد"، مضيفة "انها معلومات مفيدة لكن من الصعب تقبلها".