اعلن وزير الداخلية الفرنسية كريستوف كاستانير أنّ الحكومة قررت عقب الهجوم الارهابي الذي استهدف سوق الميلاد في ستراسبورغ رفع مستوى التأهّب الأمني في عموم أنحاء البلاد في إطار خطة "فيجيبيرات" الأمنية.
وقال الوزير للصحافيين بحسب ما اشارت وكالة الصحافة الفرنسية "نحن الآن في فرنسا عند مستوى فيجيبيرات مشدّدة. لقد قرّرت الحكومة للتوّ الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ، مع فرض إجراءات رقابة مشدّدة على الحدود ورقابة مشدّدة في كل أسواق عيد الميلاد في فرنسا وذلك بهدف تجنّب خطر حدوث هجوم يقلّد" هجوم ستراسبورغ.
وأضاف أنّ الهجوم أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحاً بينهم ستة بحالة حرجة للغاية.
وكان رئيس بلدية ستراسبورغ رولان ريس قال لفرانس في وقت سابق إنّ حصيلة الهجوم هي "أربعة قتلى وحوالى 10 جرحى بينهم ثلاثة أو أربعة حياتهم في خطر".
من جهتها قالت مديرية الأمن في ستراسبورغ التي دعت سكان المدينة إلى "الاحتماء" وملازمة منازلهم إن "قوات الأمن تبحث بشكل حثيث عن المهاجم" المدرج على قوائم "الأشخاص الخطرين على أمن الدولة".
الى ذلك وقبل أن يلوذ بالفرار أصيب المهاجم برصاص عناصر دورية عسكرية كانت تحفظ الأمن في سوق الميلاد في إطار عملية سنتينيل لحفظ الأمن. وبحسب رئاسة أركان الجيش فإنّ جندياً أصيب بجروح طفيفة في يده بشظية رصاصة أطلقها المهاجم.
كما أفاد مصدر مطّلع على التحقيق "فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه إنّ المهاجم يبلغ من العمر 29 عاماً ومولود في ستراسبورغ وكان من المفترض أن تلقي عليه قوات الأمن القبض صباح الثلاثاء بتهمة محاولة قتل في قضية تم خلالها اعتقال أشخاص آخرين أيضاً.
من جهته قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير الذي سارع بأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التوجّه لمكان الاعتداء إنّ المهاجم لديه سوابق جنائية، وأنه معروف لدى الأجهزة الأمنية بنشاطه الإجرامي، ومدرج في قائمة "إس"، التي تضم الأشخاص الذين يشكلون خطرا على أمن فرنسا.
وبعيد منتصف الليل ترأّس ماكرون خليّة الأزمات المشتركة بين الوزارات التي فعّلتها وزارة الداخلية إثر الهجوم.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بادئ الأمر في تغريدة أنّ هناك "حدثاً أمنياً خطيراً في ستراسبورغ. يُطلب من السكان البقاء في منازلهم".
بدوره كتب نائب رئيس البلدية آلان فوناتنل في تغريدة "أطلاق نار في وسط ستراسبورغ. شكراً للجميع لبقائهم في المنازل حتى تنجلي الأمور".
الى ذلك كشفت تقارير إعلامية فرنسية بعض تفاصيل منفذ الهجوم، الذي لا يزال حرا طليقا، بحسب ما اشارت "سكاي نيوز".
ونقلت "سكاي نيوز" عن شاهد عيان لموقع "لو بوان" الفرنسي إن مطلق النار قوي البنية، يناهز طوله 1.80 متر، وشعره أسود، مضيفاً "كان يرتدي معطفا له لون داكن، يصل طوله إلى حد منتصف الفخذين".
وذكرت "لو بوان" أن الشرطة تعرفت على المهاجم، الذي يبلغ عمره 29 عاما وولد شهر شباط من عام 1989 في ستراسبورغ، مشيرة إلى أنه يسكن في حي نودورف.
وفي المقابل، قالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن السلطات الأمنية تعيش حالة استنفار من أجل القبض على المشتبه به في أسرع وقت، مضيفة أن المهاجم قضى عقوبات بالسجن في وقت سابق، بسبب تهم تمت ملاحقته من أجلها في فرنسا وألمانيا.
وأوضحت "خلال قضائه العقوبة، لوحظ عليه العنف وقيامه بما يعرف بالتبشير الديني".
وتابعت أنه تحسبا لهجوم ثان قد ينفذه المهاجم أو هروبه لدولة ثانية، فقد تم إخلاء وإغلاق عدد من المناطق، من بينها البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى تشديد مراقبة الحدود على الجانب المقابل من نهر الراين.
وأعلنت فرنسا رفع مستوى التأهّب الأمني في البلاد، إلى جانب تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أسواق عيد الميلاد.
وتزامن إطلاق النار مع تعرض قوات الأمن الفرنسية للضغوط بعد أكثر من 3 أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة.