نشرت "
كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس تفاصيل تروى لأول مرة عن هجوم إحدى مجموعاتها البحرية (الضفادع البشرية) على قاعدة عسكرية إسرائيلية، تقع شمالي
قطاع غزة ووصولها بعد غوص دام لعدة ساعات.
وجاء نشر تفاصيل العملية بعد نحو عام على العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذكرت كتائب القسام ان يوم امس الاربعاء هو الذكرى الأولى لعملية الكوماندوز البحرية التي استهدفت قاعدتي زيكيم والبحرية
الإسرائيلية.
وهي العملية الأولى من نوعها وإحدى أهم المفاجآت التي وعدت بها كتائب القسام، وشكلت صدمةً كبيرة في الكيان الاسرائيلي خاصة وأنها جاءت بعد 24 ساعةً فقط على بدء الحرب على غزة.
وذكر الجناح المسلح لحماس أن هذه العملية تعد حسب المحللين أكثر العمليات العسكرية "تعقيداً وخطورة" فقد تم خلالها
توجيه "ضربة مؤلمة" للكيان
الإسرائيلي كبدته خسائر كبيرة ما زال يحاول إخفاءها.
وكشفت كتائب القسام تفاصيل تنشر لأول مرة لعملية "زيكيم" شملت الاستعدادات والدخول إلى البحر وصولا للقاعدة العسكرية.
وبحسب صحيفة "القدس
العربي" فقد بدأت القيادة العسكرية لكتائب القسام بوضع اللمسات
الأخيرة لتنفيذ عملية نوعية باتجاه مواقع
العدو على الساحل. وكانت الفكرة مهاجمة موقع زيكيم، وكان الهدف هو هجوم بأسلوب جديد باتجاه الساحل. واستهدفت العملية
القاعدة البحرية الموجودة على الساحل مقابل قاعدة زيكيم.
واضافت الصحيفة ان عناصر المجموعة المشاركة في العملية تلقوا تدريبات طويلةً وشاقةً جداً لتنفيذ عمليات تسلل واجتياز مسافات طويلة في البحر للتمكن من الوصول إلى عمق العدو، وكان لتلك الاستعدادات أثر واضح في نجاح العملية والوصول لأرض العدو.
وقد بدأت العملية بمرحلتين: تمثلت الأولى في تنفيذ عملية استطلاع وجمع معلومات عن الموقع المستهدف، وقد تمكن أحد مجاهدي وحدة الكوماندوز البحري القسامية من تنفيذ مهمة استطلاع داخل أرض العدو واستطلاع موقع القيادة والسيطرة على ساحل زيكيم قبل تنفيذ العملية.
وكشفت كتائب القسام أنها تمكنت من تنفيذ عملية الاستطلاع وتمكن أحد مجاهديها من المكوث لساعات عدة على أرض العدو لتنفيذ مهمته ثم عاد إلى قواعده
بسلام.
أما المرحلة الثانية من العملية فقد انطلقت مع بداية القصف الجوي على قطاع غزة ودخول معركة "العصف المأكول" ("الجرف الصامد" تبعا للتسمية الإسرائيلية) يومها الثاني، اذ تمكن مجاهدو وحدة الكوماندوز القسامي – بشار زياد عابد وحسن
محمد الهندي ومحمد جميل أبو دية وخالد طلال الحلو – من اجتياز مسافة طويلة من السباحة والغطس وعبروا الحدود البحرية مع العدو، ثم انقسموا إلى مجموعتين، فقامت المجموعة الأولى بالإبحار إلى شاطئ العدو وتقدمت باتجاه موقع القيادة والسيطرة البحرية الصهيونية، وقامت بالاشتباك مع العدو داخل هذا الموقع وحققت إصابات في جنود العدو.
وبعد 45 دقيقة، تابعت القسام بحسب الصحيفة، وصلت المجموعة الثانية فالتقت المجموعتان في قاعدة القيادة والسيطرة ومن ثم قام المجاهدون بالاتصال مع القيادة الميدانية لكتائب القسام وإعلامهم أنهم في داخل الموقع.
وقد عملت المجموعتان في تطوير الهجوم باتجاه قاعدة زيكيم والاشتباك مع العدو بشكل مباشر، كما قصفت مدفعية القسام بدك قاعدة زيكيم بقذائف الهاون وصواريخ 107، وتشكل بذلك هجوم ناجح باتجاه قاعدة زيكيم من قبل كوماندوز القسام.
وكان هذا الهجوم بمثابة الضربة القوية التي فاجأت العدو وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف جنوده.
واضافت "القسام" ان العدو حاول جاهداً التكتم على خسائره في هذه العملية إلا أن الفيديو المسرّب للعملية، والذي صورته كاميرات
الاحتلال، نسف رواية الاحتلال بفشل العملية وأظهر إبحار المجاهدين وتمركزهم ثم مهاجمتهم لجنود العدو وآلياته وشجاعتهم منقطعة النظير والتي تمثلت بمواجهة آليات العدو بأسلحتهم الخفيفة من دون خوف أو جزع وملاحقة إحدى آليات الاحتلال وإلصاق عبوة ناسفة على جسمها وتفجيرها من مسافة صفر.
ثم تظهر المشاهد أولا المجاهدين الأربعة أثناء انسحابهم بعد اتمام مهامهم بنجاح ثم استشهادهم بعد تعرضهم للقصف.
وقالت كتائب القسام إن الاحتلال حاول إخفاء خسائرها في العملية ومنع النشر حول تفاصيلها منذ اللحظة الأولى.
وتابعت الصحيفة انه مع مرور عام كامل على عملية زيكيم ما زالت الأيام تحمل في طياتها الجديد والمزيد من المفاجآت والحقائق والآثار التي خلفتها معركة "العصف المأكول" على الاحتلال وقادته.
وما تكشف ما هو إلا بعضا مما صنعه بهم القسام في غزة. فمن الخسائر الاقتصادية الفادحة إلى الخسائر العسكرية التي ظهر بعضها وما زال جلها يتكتم عليه، وما أعدته لهم
المقاومة التي تعمل على قدم وساق لتطوير قدراتها وأخفته عنهم، سيحمل لهم الكثير من المفاجآت في قادم الأيام.