بلينكن يلتقي نظيره الصيني في بكين أملاً في تخفيف التوتر بين البلدين

2023-06-18 | 07:31
بلينكن يلتقي نظيره الصيني في بكين أملاً في تخفيف التوتر بين البلدين

وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صباح اليوم الأحد إلى العاصمة الصينية بكين، في زيارة هي الأرفع لدبلوماسي أمريكي منذ 2018، بهدف محاولة تخفيف التوترات الثنائية.
واستقبل وزير الخارجية الصيني تشين جانغ بلينكن والوفد المرافق له عند باب فيلا في ساحة قصر دياويوتاى للضيافة في بيجين، حيث أجرى الاثنان محادثة قصيرة باللغة الإنجليزية قبل أن يتصافحا أمام العلمين الصيني والأمريكي.
وبعد التوجه إلى غرفة الاجتماعات، لم يُدلِ بلينكن ولا تشين بأي تصريحات أمام المراسلين الذين سُمح لهم بالدخول لمدة وجيزة.
وخلال زيارته التي يختتمها غدا الاثنين، من المتوقع أن يلتقي بلينكن أيضًا كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي وربما الرئيس شي جين بينغ، في محاولة لإنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحوّل التنافس الاستراتيجي بين البلدين إلى صراع.
وفي وقت لا يُتوقع تحقيق تقدّم كبير نظرًا إلى وجود نقاط خلافية كثيرة، يبقى الهدف متمثلًا في العمل على بدء إذابة الجليد الدبلوماسي والحفاظ على حوار لإدارة العلاقات الصينية الأمريكية بمسؤولية، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.
وتأتي الزيارة مع اقتراب موعد إجراء انتخابات في كل من الولايات المتحدة وتايوان التي تعُدّها الصين إحدى مقاطعاتها التي تريد إعادة ضمها بالقوة إذا لزم الأمر.
وكانت الزيارة مقررة أصلًا في فبراير/شباط، لكنها أُلغيت فجأة حينئذ بعد تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأمريكية اعتبرت واشنطن أنه لأغراض التجسس بينما أكدت بيجين أنه مركبة أرصاد جوية انحرفت عن مسارها.
وبينما كان بلينكن متوجهًا إلى الصين، قلل الرئيس الأمريكي جو بايدن من شأن واقعة المنطاد قائلًا “لا أعتقد أن القادة الصينيين كانوا يعرفون مكانه أو ما كان في داخله أو ما كان يجري”، وأضاف أمام صحفيين أمس السبت “أعتقد أن الأمر كان محرجًا لبيجين أكثر منه متعمدًا”.
وأمل بايدن أن يجتمع مجددًا مع الرئيس شي جين بينغ “في الأشهر المقبلة” بهدف “الحديث حول اختلافاتنا المشروعة لكن أيضًا حول المجالات التي يمكننا الاتفاق عليها”. وكان الرئيسان قد عقدا اجتماعًا طويلًا ووديًّا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على هامش قمة مجموعة الـ20 في بالي في إندونيسيا.


ومن المرجَّح أن يحضر الزعيمان قمة مجموعة العشرين المقبلة في سبتمبر/أيلول في نيودلهي في الهند. يُذكر أن شي مدعو إلى سان فرانسيسكو في نوفمبر القادم عندما تستضيف الولايات المتحدة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
وأراد بلينكن أن يكون متفائلًا إلى حد ما، فقال متحدثًا في واشنطن قبل مغادرته، إن هذه الزيارة التي تستغرق يومين يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات السيئة ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة”.
وأضاف أن “المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مستمرة لضمان عدم تحولها إلى مواجهة أو نزاع” لأن “العالم يتوقع تعاون الولايات المتحدة والصين”.
وكان بلينكن يتحدث في مؤتمر صحفي إلى جانب نظيره السنغافوري فيفيان بالاكريشنان، ووصف الأخير العلاقة الصينية الأمريكية بأنها “تحدي القرن”، قائلًا “بقية العالم ستراقبكم. نأمل، وأعتقد أنكم ستكونون قادرين على إدارة خلافاتكم”.
وتُمثل تايوان أكثر ملف شائك بين القوتين. ونفذت بيجين مناورات عسكرية تاريخية حول الجزيرة في أغسطس/آب ردًّا على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكية حينئذ نانسي بيلوسي في إطار جولة آسيوية.
وقبل زيارة بلينكن، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين إن الولايات المتحدة يجب أن “تحترم المخاوف الجوهرية لدى الصين” وأن تتعاون مع بيجين.
وأضاف “يجب على الولايات المتحدة التخلي عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوة. يجب على الصين والولايات المتحدة تطوير علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، واحترام خلافاتهما”.
زيارة بلينكن هي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ زيارة في أكتوبر/تشرين الأول 2018 أجراها سلفه مايك بومبيو الذي انتهج لاحقًا استراتيجية مواجهة مع بيجين في السنوات الأخيرة من رئاسة دونالد ترمب.
وحافظت إدارة بايدن على هذا الخط المتشدد، وذهبت أبعد من ذلك في بعض المجالات، بما في ذلك من خلال فرض ضوابط على الصادرات بهدف الحد من شراء بيجين وتصنيعها رقائق متطورة “مستخدمة في تطبيقات عسكرية”.
وقال داني راسل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن لكل طرف مصلحة في هذه الزيارة، فالصين تأمل تجنب قيود أمريكية جديدة على التكنولوجيا وأي دعم جديد لتايوان، أما الولايات المتحدة فترغب من جهتها في منع أي حادث يحتمل أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية.
وقال راسل إن “زيارة بلينكن القصيرة لن تحل أيًّا من المشاكل الكبيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وليس بالضرورة المشاكل الصغيرة أيضًا. كما أنها لن تمنع أيًّا من الجانبين من متابعة أجندتهما التنافسية”.
وأضاف “لكن زيارته يمكن أن تعيد إحياء الحوار المباشر الذي تشتد الحاجة إليه، وتبعث إشارة إلى أن البلدين ينتقلان من خطاب الغضب أمام وسائل الإعلام إلى محادثات أكثر رصانة خلف أبواب مغلقة”.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق