سنا السبلاني
في الحرب كل السيناريوهات متاحة والكلّ معرّض للخطر وإن احتمى في بروج محصّنة. الحرب في سوريا تشتد يوماً بعد يوم والخسائر تتفاقم، وكان آخرها خبر اغتيال المرافق الشخصي لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد، علاء مخلوف. فكيف يمكن قراءة حيثيات وآثار هذا الخبر؟ هل يمكن القول إن الخطر اقترب من الدائرة الصغرى للرئيس وعائلته؟
عسكرياً، لا بد من التفريق بين اغتيال عناصر الأمن أثناء المهمة وبين استهدافهم خارجها، فالشق الأول -بحسب المحلل الاستراتيجي العميد أمين حطيط- يعني خرقاً أمنياً كبيراً يدعو للقلق ويظهر أن الجهات المراقبة لديها قدرة الوصول السهل والسلس الى الدوائر الرئيسية للرئيس بشار الأسد. أما الإغتيال خارج المهمة، وهو ما حصل مع مخلوف، فلا يمكن اعتباره خرقاً يدعو للقلق، بل عملية تتبّع وملاحقة.
ولا بد من الإشارة، وفق ما قال حطيط في اتصال مع "الجديد"، الى أن النظام الأمني لسكن الرئيس يختلف عن النظام الأمني لسكن الحارس الشخصي لزوجته. وفي كل أجهزة الحراسة وفي الأعراف الدولية، لا يمكن وضع عنصر حراسة لكل عنصر أمني.
الأمر كلّه عبارة عن "استشهاد رجل ذو أهمية"، على حد قول المحلل، لكن ذلك لا يُبنى عليه للقول إن منظومة الرئيس الأمنية واهية.
أمّا المعنويات، فلن تهتزّ لدى المؤيدين للنظام وللأسد، وبحسب حطيط، عملية الإغتيال هذه لا تؤثر "على الإطلاق" في هذا المجال!
المحلل السياسي محمد عبيد شبّه اغتيال مخلوف باغتيال القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، وقال إنه يجب التدقيق في نوعية الحدث قبل البدء بالتحليلات، مذكّراً بأنه بعد اغتيال بدرالدين كثُرت التحليلات لكن تبيّن لاحقاً أن العملية كانت نتيجة تسلل مجموعة مسلّحة الى مكان الإجتماع الذي تواجد فيه القيادي. وأكد أن من يخوض حرباً عليه أخذ كل الاحتمالات في الإعتبار، سائلاً: "أيّهما أصعب استهداف المرافق الشخصي لزوجة الرئيس أم استهداف اجتماع لمجموعة قادة رفيعي المستوى؟".
عبيد، لم يجزم بوجود خرق لكنه أقرّ بأن إعلان الخبر في الوسائل الإعلامية، حتى الموالية منها، يشير حتماً الى وجود شيء من هذا القبيل (أي أن خرقاً أمنياً في صفوف النظام أدى للإغتيال).
الرئيس السوري وعائلته كانوا ولا يزالون مستهدفين -بطبيعة الحال- إلاّ أنه "ليس وارداً أن يغادروا سوريا كما قيل سابقاً"، طبعاً بحسب تحليلات عبيد.