أن تمتلك روح المنافسة، فذلك أمر جيد وحافز للتقدم والتطور والنجاح، شرط أن تكون المنافسة شريفة. فعندما تصل الى حد محاولة تهميش نجاحات منافسيك وإلغاء إنجازات أي شخص، لمجرّد أنه يعمل في مؤسسة أخرى، تتحول المنافسة فشلاً وعاراً بكل معايير الأخلاقيات المهنية والإحترافية! وهذا ما حصل مع صاحب قناة المر، الذي تدّعي محطته التطور والإنفتاح. فما القصة؟
منذ أسبوع، كان الحفل السادس لـ"Social Economic Award" الذي نظمته شركة "فيرست بروتوكول" في كازينو لبنان، حيث جرى تكريم مؤسسات وشخصيات لدورها في دعم المجتمع اللبناني، من ضمنهم الإعلامي الزميل جورج صليبي الذي تسلّم جائزة "الحفاظ على التراث" (preservation of heritage) عن فيلمه الوثائقي "بونجور بيروت" الذي يتحدث عن بيوت بيروت القديمة وكيفية المحافظة عليها، قدّمتها له رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف.
وللمفارقة، فإن محطّة المر "ام تي في" هي التي كانت تملك حق التصوير، فوجد صاحبها فرصة لاستغلال الموقف لممارسة "قلّة أخلاقه المهنية". عرضت المحطة يوم أمس حفل التكريم، كاملاً ما عدا الجزء الذي يخص تكريم الإعلامي جورج صليبي. ليس ذلك فقط بل رفض صاحب المحطة المهووس بالانتقام إعطاء هذا الجزء من الفيديو لأي من سكاف أو صليبي، فقط لأن الأخير يعمل في قناة "الجديد"!
وعلى الرغم من أنه قيل للمر إن صليبي جرى تكريمه بسبب عمل أنتجه بإسمه هو ومن ميزانيته الخاصة، وهو لم يحضر بصفته موظّفاً في "الجديد"، إلاّ أنه أصر على عدم إعطاء المقطع لأحد.
حسنٌ، فكل إناء بما فيه ينضح، وما حصل ما هو إلاّ انعكاس للصورة الحقيقية لصاحب القناة التي تدّعي الموضوعية والإحترافية، والذي رُبّما بات في حاجة الى دروس في أدبيات المهنة والتنافس الشريف، ليعي أن ما فعله معيب!